شفا -قال منيب رشيد المصري رئيس التجمع الوطني للشخصيات المستقلة بأن قبول فلسطين كدولة بصفة مراقب في الأمم المتحدة هو محاولة أخيرة لإنقاذ حل الدولتين، وقد يكون تصحيحا لمسار تاريخي مضى عليه أكثر من 65 عاما، حين وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار تقسيم فلسطين.
واعتبر المصري في بيان وصل لـ شفا ان هذا التصويت سينقلنا من شعب تحت الاحتلال إلى دولة تحت الاحتلال وهذه النقلة لها معان سياسية وقانونية كبيرة يمكن التسلح بها في الهجوم الدبلوماسي والسياسي المرتقب بعد إنهاء ملف الانقسام وانجاز ملف المصالحة الفلسطينية.
وأضاف المصري بأن هذا التصويت يعطي شهادة ميلاد أصلية لدولتنا العتيدة، ويرفع جزء من الظلم التاريخي الذي لحق بالشعب الفلسطيني بإقرار حق هذا الشعب في دولة مستقلة على حدود الرابع من حزيران من العام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، هذه رسالة موجهة إلى إسرائيل بأن الدولة بعاصمتها وحدودها المعروفة والمعترف بها قادمة لا محالة وأن سياسات المصادرة والقتل والتدمير والتهويد لا تثنينا عن حقنا بالاستقلال والتخلص من أطول وأبشع احتلال عرفه التاريخ الحديث.
وأكد المصري بأن الدول التي صوتت ضد هذا القرار لا تعي حجم الجريمة الاخلاقية التي ارتكبتها ليس بحق الشعب الفلسطيني بل بحق شعوبها أولا، فلا يمكن لدول تدعي أنها راعية لقيم العدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان أن تصوت ضد أبسط الحقوق الإنسانية ومبادئ العدل التي تقول بحق الشعوب في تقرير مصيرها، ولا يمكن فهم منطق هذه الدول التي تريد أن تؤبد الاحتلال وفي ذات الوقت تنادي بقيم الحرية.
وأشار المصري إلى أن الشعب الفلسطيني وكل دول العالم الحر هم المنتصرون بهذه النتيجة، وأن المهزوم هو الاحتلال ومن وقف في صفه، فقد حاولت إسرائيل بالترغيب والترهب ثني بعض الدول عن التصويت لصالح القرار واستخدمت كل الأدوات القذرة من أجل ذلك، إلا أن الحق الفلسطيني انتصر، وانتصرت إرادة الشعوب الحرة في نصرة هذا الحق.
وترحم المصري على شهيدات وشهداء القضية الذين قدموا ارواحهم لكي نصل إلى هذا اليوم، مضيفا بأن هذه خطوة على طريق طويل نحو دحر الاحتلال انجاز الاستقلال، الذي لن يكون ناجزا دون تحرير جميع الأسرى والأسيرات، فلولا تضحيات هؤلاء لما وصلنا إلى هذا اليوم الفلسطيني بامتياز.
وختم المصري بقوله “نهدي هذا الانتصار إلى كافة شهداء القضية الوطنية الفلسطينية وفي مقدمتهم الشهيد ياسر عرفات والشهيد أحمد ياسين”.