شفا – أكدت مصادر فلسطينية مطلعة على مجريات الأمور داخل قيادة حركة “حماس” أن إتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بعد العدوان الاسرائيلي على غزة, الأسبوع الماضي, كشف للمرة الأولى حدة الخلافات التي تعتري العلاقات بين “حماس” من جهة وحركة “الجهاد الإسلامي” و”حزب الله” وإيران من جهة أخرى.
وأشارت المصادر بحسب ما ذكرته صحيفة “السياسة الكويتية” في عددها الصادر اليوم الأربعاء, الى التصريحات المتتالية التي أدلى بها لوسائل الاعلام كل من رئيس المكتب السياسي لـ”حماس” خالد مشعل والأمين العام لحركة “الجهاد الاسلامي” رمضان عبد الله شلح ونائبه زياد نخالة, وأبرزها تلك التي أدلى بها مسؤول العلاقات الخارجية في “حماس” ممثلها السابق في لبنان اسامة حمدان الذي أقر بأن العلاقات بين الحركة و”حزب الله” تأثرت سلباً على خلفية الموقف من الأزمة السورية.
وكشفت المصادر أن كتائب الشهيد عز الدين القسام, الجناح العسكري لحركة “حماس”, التي تولت قيادة الهجمات الصاروخية على إسرائيل بعد اغتيال قائدها أحمد الجعبري, اشتكت مرات عدة من سياسة القصف الصاروخي لحركة “الجهاد الإسلامي” التي تمت إدارتها مباشرة من طهران بالتعاون مع خبراء من “حزب الله”, وعلى المواقف غير المسؤولة التي أبدتها حركة الجهاد – حسب أقوال قادة “حماس” – خلال المفاوضات التي هدفت للتوصل إلى إتفاق لوقف إطلاق النار.
وقالت المصادر إن ما جرى على الأرض في قطاع غزة خلال الأيام الثمانية من العدوان, وتصرفات قيادات حركتي “حماس” و”الجهاد الاسلامي” لمواجهة الهجمات الاسرائيلية وفي ما بعد وقف اطلاق النار, ابرزت مدى العلاقة التي تربط حركة “الجهاد” مع المحور الشيعي (ايران وحزب الله) من جهة والعلاقة التي تربط حركة “حماس” مع المحور السني (مصر وتركيا وقطر) من جهة اخرى.
وأشارت الى قيام الامين العام لحزب الله حسن نصر الله بالطلب علناً من الفصائل في غزة وبشكل صريح بتوجيه الشكر لإيران على ما قدمته للفلسطينيين في غزة, وما تلاه من مسارعة رمضان شلح على تنفيذ أوامر ما وصفتهم الصحيفة “أسياده” في طهران والضاحية الجنوبية, لكن تلكؤ خالد مشعل في هذا السياق و”تلعثمه” في توجيه الشكر لإيران يدل على الإستراتيجية التي تتبناها حركة “حماس” وعلى رغبتها في الوقوف الى جانب المحور السني, في امتداد مباشر لما تبديه منذ سنوات طويلة من استقلالية قرارها وسياساتها عن سياسات طهران, وخير دليل على ذلك وقوف الحركة الى جانب الثورة السورية في تعارض تام مع سياسة طهران الداعمة لنظام الاسد. حسب ما جاء بالصحيفة.
وقالت المصادر إن الجهود الإيرانية الرامية لإبراز ما قدمته طهران لحركة “حماس” علناً, واجهت انتقادات شديدة من قبل الكوادر القيادية للحركة في الخارج, التي رأت في ذلك محاولة رخيصة من قبل طهران لإبعاد “حماس” عن مكانها الطبيعي ولضرب العلاقات بينها وبين كل من مصر والسعودية وقطر وتركيا.
ونقلت المصادر عن كوادر قيادية رفيعة المستوى في حركة “حماس” انتقادها الشديد للأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي رمضان شلح, الذي يضع كل أوراقه في خانة ايران و”حزب الله”, بما يشكل دعماً لنظام الاسد الذي لا يتردد في ذبح ابناء الشعب الفلسطيني في سورية القاطنين في المخيمات هناك أسوة بالشعب السوري. وفق وصف المصادر.