شفا – انطلقت في جامعة الاستقلال بمدينة أريحا، اليوم الثلاثاء، أعمال المؤتمر العلمي الدولي الأول المشترك بين الجامعات الفلسطينية، تحديات اللغة والاتصال في عصر الرقمنة “قضايا وآفاق”.
وسيقام على هامش المرتمر، الذي يستمر ليومين متتاليين، بتنظيم الجامعات الفلسطينية في الضفة وقطاع غزة، معرض كتاب بتنظيم من مكتبة بغداد الثقافية بجامعة النجاح، وعروض موسيقية وفنية لطلبة جامعة الاستقلال، وأمسية شعرية مسائية بمشاركة عدد من الشعراء.
ويشارك في المؤتمر اتحاد الجامعات العربية، ووزارة التربية والتعليم العالي، وعدد من ممثلي الجامعات الفلسطينية، بمشاركة 8 علماء وباحثين من عدد من الدول العربية.
وقال وزير التعليم العالي والبحث العلمي محمود أبو مويس، إن لغتنا اليوم المهددة بالعولمة هي منا وفينا وما الهروب منها إلا إليها، فقد عاشت متأصلة لغة القرآن والوطن العربي والإنسان، ويحتفي العالم في 18 من ديسمبر كل عام باعتبارها إحدى وسائل التعبير الحضارية إضافة إلى ارتباطها بمستقبل وماضي وحاضر إقامة العربية وأكثر اللغات انتشارا في العالم.
وأكد أن جامعتنا الفلسطينية تسهم باللغة العربية بتدريس طلبتها مساقات للغة العربية إجباريا، بهدف تخرج كوادر تعلمية مميزة في مراحل التعليم العام وتعزيز الفصاحة قراءة ونطقا وتلعب دورا هاما في تعزيز اللغة العربية للطلبة الأجانب، الترجمة للعربية وإنتاج البحوث المتخصصة للغة العربية.
وأشار إلى أن البحث العلمي في العالم العربي يشهد تحسنا ملحوظا إلا أن التقدم العلمي في ظل الرقمنة هو الركيزة الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة، ولا يمكن الاستغناء عن اللغة بالغة، فهي مفتاح العلوم والنهضة العربية. وخير دليل على ذلك ازدياد عدد المستخدمين العرب لمجتمعات التواصل الافتراضي، ونشر الثقافة العلمية.
وقال رئيس اللجنة العلمية في المؤتمر، عمر عتيق، إن المؤتمر يناقش 5 محاور مرتبطة بعلاقة الرقمنة بأبرز المجالات العلمية والاجتماعية، بمشاركة أكثر من 50 جامعة ومركزا بحثيا قدمت 115 ملخصا بحثيا، وجهودا استمرت على مدار أشهر، للخروج بنتائج وتوصيات مميزة للمؤتمر، مشيرا أن الغاية القصوى والوظيفة المثلى للغة هي إنتاج المعرفة وتنمية المجتمع وبناء الإنسان فكريا واجتماعيا، ينبغي للجامعات أن تتبنى إستراتيجة تعزز وظائف اللغة وأهدافها.
وأوضح أن اللجنة العلمية للمؤتمر حرصت على تحقيق معايير لتحكيم البحوث والملخصات التي سُلمت للمؤتمر ضمن مرحلتي تحكيم، ووفق شروط علمية، بمراعاتها محاور المؤتمر، وتصميم نموذج موحد للبحوث، على غرار ما تقوم به المجلات العلمية المحكمة.
وأوضح مدير إدارة الفروع في البنك العربي الإسلامي نظام الزامل، إن رعاية البنك للمؤتمر تأتي لاهتمامه بقضايا التعليم على وجه الخصوص، ومساهمته في مجال المسؤولية الاجتماعية في ظل ظروف فُرضت على الشعب الفلسطيني من كوفيد 19 والاغلاقات التي ساهمت في تعزيز التعليم عن بعد والرقمنة، التي تسمح بالانتقال إلى نظام التكنولوجيا الحديثة.
وأوضح رئيس اتحاد الجامعات العربية، عمر عزت سلامة أنه في عصرنا الذي فُرضت التطورات التكنولوجيا عليه أصبحت ضرورة التحول إلى الرقمية ضرورة للتعليم وضرورة للتحول إلى الاتصال الرقمي، للوصول إلى الملتقي في أي مكان وزمان، ولهذا فإن إحياء أمجاد اللغة العربية اليوم أصبح أكثر إدراكا لأهمية اللغة.
وأشار إلى دور الجامعات الكبير في مضمار اللغة العربية وممارستها البحث العلمي، وأهمية تدريس اللغة العربية، وخاصة في مجالات العلوم، قائلا: “إن ضياع اللغة ينذر بضياع أمة والتيه الذي تعيشه”.
ودعا سلامة إلى إغناء المحتوى العربي الذي لا يتعدى 15% من المحتوى الرقمي، ودعم حركة التأليف والنشر بوصفها عامل وحدة وتفاهم بين أبناء الأمة وتكثيف المكتبات في الرقمنة، مشيرا إلى فشل دول الاتحاد الأوروبي في توحيد لغة مشتركة، وتداعيات ذلك عليه من ترجمة وغيرها، رغم نجاحه في مجالات أخرى.
وأوضح رئيس جامعة الاستقلال نور الدين أبو الرب، التحدي الكبير من قبل المستوطنين وجيش الاحتلال الذين يسلبون أرضنا.