زلزال واغتيال وظلام… والمزيد يتبع! بقلم: د. صبري صيدم
ينشغل العالم هذه الأيام بالزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وشمال سوريا، بينما تنشغل إسرائيل بتفصيل زلزال متواصل على مقاس الفلسطينيين. ومع تسارع خطى العالم أيضاً لانتشال الضحايا القابعين تحت ركام الزلزال المذكور، تقاتل إسرائيل عقارب الساعة لتلقي بالفلسطينيين تحت ركام بيوتهم التي يهدمها الاحتلال، في أزقة المخيمات وشوارع المدن الفلسطينية العامرة، التي تدنسها القوات الصهيونية كل يوم ويعمرها الفلسطينيون بأمل التحرير.
«حل الظلام على إسرائيل هذا الصباح، وهي تتجه نحو ديكتاتورية فاشية مظلمة»، هكذا قالها المجرم، رئيس حكومة الاحتلال السابق إيهود باراك، تعليقاً على المصادقة على «التعديلات القضائية» في ما يسمى بالكنيست الإسرائيلي، ومحتجاً على تصرفات الحكومة الإسرائيلية.
«كان يوماً صعباً وأخشى من التطورات المقلقة»، هكذا قالها رئيس دولة الاحتلال يتسحاق هرتسوغ بعد التصويت في الكنيست على تلك التعديلات، وبعد أن عبر عن ضيقه من تصرفات حكومة نتنياهو الحالية.
«أعضاء الائتلاف الحكومي، التاريخ سيحاكمكم على هذه الليلة، لإلحاقكم الضرر بالديمقراطية والاقتصاد والأمن، ولحقيقة أنكم تمزقون شعب إسرائيل، من دون أدنى اهتمام»، هذا ما قاله زعيم المعارضة الإسرائيلية المجرم يائير لابيد بعد تصويت «الكنيست» على التعديلات القضائية أيضاً، وانتقاده المتواصل للحكومة الحالية ومشاركته المتواصلة في الاعتصامات ضدها.
بينما أفاد موقع «والا» العبري خلال كتابة هذا المقال، بأن مئات من الضباط السابقين في جهاز الشاباك، يوجهون رسالة لوزير الزراعة ورئيس جهاز الشاباك سابقا آفي ديختر يطالبونه بعدم المشاركة في ما أسموه «اغتيال الديمقراطية».
إذن وبينما تبدو الصورة قاتمة لدى الفلسطينيين بفعل الاحتلال وعدوانه المتواصل والمستفحل، فإن أجواء الصهاينة المحتلين تبدو أكثر اضطراباً وتأرجحاً وتسارعاً باتجاه الهاوية، كيف لا وصمود الفلسطيني يوجعهم؟ ويوجعهم أيضاً فعلهم ومؤامراتهم ومناكفاتهم التي قادت نحو إيلاء دفة القيادة لحفنة من الموتورين والملاحقين قضائياُ كنتنياهو، وأولئك المدانين السابقين مثل بن غفير وسموتريتش ودرعي.
كيف لا وهم أيضاً من أسسوا لمدارس التطرف والإرهاب والحقد والكراهية؟ واعتقدوا بصورة واهية أن القوة ستقودهم نحو كسر شأفة الفلسطينيين وقوتهم وصبرهم وعنادهم، دون أن يتعلموا من التاريخ أن اضطهاد الناس وقمعهم لن يقود إلا إلى العناد والعصيان والإصرار على النصر والحرية.
القوة في كتب التاريخ ربما تحقق التمدد الجغرافي المطلوب وتفرض احتلالاً وقمعاً، لكنها حتماً تعزز الكراهية والإصرار على مواجهة المحتل وسياساته الغاشمة. فمن سيفرض الزلزال يا ترى؟
لقد قاربت إسرائيل على الوصول إلى حدود الهاوية في شقاقها الداخلي، واختلاف أقطابها ومناكفة خصومها، مقابل عنادها وغطرستها وتأسيس أركانها من حكومة ومعارضة وجيش وشرطة لمدارس التطرف والعنصرية المتجذرة والمتصاعدة. فهل نشهد زلزالاً سياسياً واغتيالاً للديمقراطية؟ وحلولاً لظلام دامس يعصف بأركان دولة الاحتلال؟ ننتظر ونرى.