قصيدة جراحُ الرّوح ، بقلم : نائلة أبو طاحون
أُشَــاغِـلُـهُ فَـيُـمْـعِـنُ بِـالـخِـصَـاِم
يُــعَـاِتُـبِـنـي وَيَـــبَْــدأُ بِــالــمَـلامِ
لِـيُـشعِلَ فِـي حَـنَايَا الـرُّوحِ حَـربًا
يُـسَـاقُ الـقَـلْبُ مَـذبُوحًا أَمَـامِي
وَيَـهـطِلُ مِــنْ غَـمَامِ الـرُّوحٍ دمـعٌ
فَـمـا بـالـعَيْنِ لَا يُـبـرِي سِـقَامِي
وَلَــوْلَا الـصَّـبرُ مَــا جَـفَّـتْ دُمُــوعٌ
وَلَا انْـبَـثَـقَ الـنَّـهَارُ مِــنَ الـظَّـلامِ
نَـقَضْتَ الـعَهْدَ وَاستَخْلَفتَ غَيْرِي
وَأَضـحَـى الـبَـيْنُ أَسـوارَ الـخِصَامِ
وَهِـيضَ الـقَلْبُ مِـنْ فَرطِ التّجَنِّي
كَـسِـيرًا عَــادَ مَـسـلُوبَ الـذِّمَـامِ
فَـأَطوِي الـلَّيْلَ فِي حُلَلِ التَّأسّي
يُـدَثِّـرُنِـي الــتَّـأوُّهُ فِــي مَـنَـامِي
أَلَا يَـــا شَـاغِـلًا فِـكـرِي وَرُوحِــي
صَـفَعتُ الْـقلبَ وَارتَجَفَتْ خِيَامِي
أَلَا عَــــرِّجْ عَــلَـى صَـــبٍّ تَـــأذّى
فَــإِنَّ الـقَـلْبَ فِــي الـهِجرَانِ دَامِ
جِـــرَاحُ الــرُّوحِ لَا تُـشـفَى بِـعُـذرِ
وَلَا خِـــــلٍّ تَــغَــطـرَسَ بِــاتّــهَـامِ
إذَا مَــا رُمْــتُ وَصـلًا خَـابَ ظَـنِّي
كَـطِـفْلٍ أَجـبَـرُوهُ عَـلَـى الـفِـطَامِ
فَـــإِنْ جَــاءَتـكَ أَشــوَاقِـي تِـبَـاعًا
فَـقَـرِّبـهَـا بِــحُــبٍّ. . . وَاحــتِــرَامِ
وَهَـدْهِـدْهَا وَأَجــزِلْ فِـي الـعَطَايَا
عِـنَاقُ الـرُّوحِ بَـعضٌ مِـنْ هَـيَامِي
لِـتُـنْـسِيهَا الــتَّـأوُّهَ جُـــدْ عَـلَـيْـهَا
بِـتَـحنَانِ الـقُـلُوبِ عَـلَـى الــدَّوَامِ
لِـقُـربِـكَ يَـــا رَبِـيـعَ الـعُـمْرِ عِـطـرٌ
يَـفُـوحُ شَــذَاهُ مِــنْ بَـيْـنِ الْأَنَــامِ
فَـأنـشُـقُهُ إِذا مــا صِــرتَ قُـربِـي
فَيَسرِي فِي دَمِي حَتَّى عِظَامِي
رَبِـيـعُكَ قَــدْ تَـفَـتَّحَ فِــي وَرِيـدِي
وَمِـنْـكَ الـكَوْنُ عُـطِّرَ فِـي الـخِتَامِ
نائلة أبو طاحون
فلسطين