شفا – أطلقت مؤسسة عبد المحسن القطان، يوم الخميس، مؤتمر “محمود درويش: سردية الماضي والحاضر”، الذي جاءت فكرته نتاجَ لقاءات تشاورية بين مجموعةٍ من المؤسسات الثقافية المهتمة بشأن درويش داخل فلسطين وخارجها.
وأوضحت “القطان”، في بيان صدر عنها، اليوم الخميس، إنه من منبع أهمية الحالة التي شكلتها شخصية درويش، خلُصت المُباحثات بين الشركاء إلى مشروع من ثلاثِ مراحلَ مختلفة، على أن تتناولَ أعمالَ الشاعرِ بأشكالٍ فنية وثقافية مختلفة.
وقال منسق البرامج في البرنامج العام في مؤسسة القطان شادي بكر، “في المرحلة الأولى قررت المؤسسة وضمن منحة الإقامات، منح إقامة فنية للفنان التونسي حمدي دريدي لتنفيذِ عمل فني، قام بكتابة نصه القيمي المخرج إيليا سليمان، لكن ما حدث فيما بعد أن الاحتلال رفض السماح للفنان دريدي دخول فلسطين”.
وأضاف أنه في المرحلة الثانية من المشروع تعاقدت القطان مع فنانين نفذوا مجموعة من العروض الأدائية التي تحتفي بأعمال الشاعر محمود درويش وأثره الأدبي العالمي، وتستكشف أيضا إبداعه بوصفه شخصية ثورية رمزية ووطنية وعربية وقومية، ومرجعا أساسيا للشعر الحداثي بشكل عام، والملتزم منه بشكل خاص، وحمل المشروع اسم “توتر أزلي”.
وتابع: “أما المرحلة الثالثة، ستكون مؤتمرا يتناول أعمال الشاعر، التي تفاعلت مع الأدب والفكر السياسي الحديث، حيث يسعى المؤتمر من خلال جلياته الخمس، إلى استكشاف أثر أعمال درويش الأدبية العالمية، والتوترات التي صاغت لغته أحيانا، بطريقة جعلت فهمها متأرجحا في أذن سامعها، من خلال المعاني التي طرحتها أعماله، بين المعنى واللامعنى، وبين المأساة والملهاة، وبين الفرد والجماعة، وبين الخاص الفلسطيني والإنساني العام”.
وأوضح بكر أن المؤتمر الذي يستمر على مدار ثلاثةِ أيام بواقع خمسِ جلساتٍ، تم تقديم خلاله مداخلات لمتحدثين هم مجموعة من الشعراء والنقاد والأكاديميين، ممن عايشوا حياة درويش وكانوا معه في لحظات مختلفة من حياته ومرضه، وآخرين مجموعة قد تختلفُ مع درويش في بعض الجزئيات.
وأشار إلى أن المؤتمر قد لا يحتفي بأمجاد درويش بقدر ما يُحلل أعماله، لخلق حالة من النقد البناء، لذلك يبحث في كيفية توظيف إرث محمود درويش، وتمثيله، وتأويله في الماضي وفي الحاضر، كما يلتفت إلى التوظيف الممنهج لبعض أعمال درويش في إطارات الأرض والوطنية.