شفا – افتتحت كلية التنمية الاجتماعية والأسرية في جامعة القدس المفتوحة، وكلية العلوم التربوية والنفسية في جامعة عمان العربية، واتحاد الجامعات العربية، وبدعم من شركة الاتصالات الفلسطينية (جوال)؛ أعمال المؤتمر العلمي بعنوان: “التوجهات الحديثة في التربية الخاصة”، بمشاركة خبراء وأكاديميين عرب من اثنتي عشرة دولة عربية؛ وذلك يوم الاثنين الموافق 12/11/2012م، تحت رعاية الأمير رعد بن زيد.
واستُهلت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بالسلام الملكي الأردني وآيات من القرآن الكريم؛ ورحب سمو الأمير رعد بن زيد رئيس المجلس الاعلى لشؤون الاشخاص المعوقين في الأردن، بالحضور، ناقلاً لهم تحيات جلالة الملك عبد الله بن الحسين المعظم؛ وثمن الجهود المباركة للقائمين على هذا المؤتمر العلمي الأكاديمي المتخصص، الذي يناقش قضايا مهمة للأشخاص ذوي الإعاقة؛ شاكرًا “القدس المفتوحة” و”عمان العربية” واتحاد الجامعات العربية، على جهودها في تنظيم المؤتمر.
الأمير رعد يدعو إلى إيجاد برامج في التربية الخاصة
وأكد سموّه أن إنشاء المجلس الأعلى لشؤون الأشخاص المعوقين جاء استجابة لما ورد في الاتفاقية الدولية لحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة، مشيرا إلى أن الأردن كان من أوائل الدول التي صادقت على هذه الاتفاقية، فتولى المجلس مسؤولية تحسين مستوى حياة الأشخاص ذوي الإعاقة في مختلف مجالات حياتهم.
وقال سمو الأمير رعد إن المجلس عمل مع المؤسسات والوزارات، وبخاصة وزارة الصحة، لإيجاد مراكز متقدمة في الكشف المبكر، بالمساهممة في تجهيزها وتهيئتها في مختلف مناطق المملكة، كما أعد ونفذ مجموعة من البرامج لتدريب الكوادر وتأهيل المتخصصين العاملين في مراكز الأشخاص ذوي الإعاقة.
كما دعا الجامعات كافة للعمل على إيجاد برامج في التربية الخاصة، وناشد المؤسسات الإعلامية والصحافية أن تعي مسؤولياتها الاجتماعية تجاه نشر الوعي بين أفراد المجتمع حيال التعليم الدامج كحق من حقوق ذوي الإعاقة، متمنيًا في ختام كلمته النجاح للمؤتمر وأن يكون لمخرجاته دور كبير في تغيير الواقع، بما ينسجم والتقدم العالمي في مجال التربية الخاصة.
العدوان يؤكد أهمية صدور قوانين لذوي الاحتياجات الخاصة
من جانبه، شكر أمين عام اتحاد الجامعات العربية أ. د. سلطان أبو عرابي المشاركين في المؤتمر والقائمين عليه، وتمنى أن يخرج بتوصيات مؤثرة في مجال التربية الخاصة. وأوضح أن الاتحاد ركز منذ إنشائه على تحقيق النهوض بالتعليم الجامعي والعالي في الوطن العربي، وتفعيل التكامل بين الجامعات العربية من خلال دعم جهودها لإعداد الإنسان القادر على خدمة الأمة العربية، والحفاظ على وحدتها الثقافية والحضارية، وذلك من خلال تشجيع إنشاء مراكز للبحوث ودعم إجراء بحوث علمية مشتركة، وتبادل نتائجها، بالإضافة إلى توثيق التعاون بين الجامعات العربية وتنسيق جهودها مع الجامعات والمؤسسات الإقليمية والدولية، داعيا إلى تطوير أداء الجامعات العربية وتأكيد الحرية البحثية والأكاديمية لأعضاء هيئة التدريس فيها.
وأوضح العدوان أن التزايد الكبير في أعداد المعاقين يتطلب زيادة الاهتمام وبذل الجهود للمساهمة في تقديم الخدمات وإدماج هذه الفئة في الحياة العامة، مشيرا إلى أهمية صدور التشريعات والقوانين لذوي الاحتياجات الخاصة وإجراء الدراسات والأبحاث وعقد المؤتمرات والندوات العلمية الخاصة بهذه الفئات.
وبين العدوان أهم المشاكل التي يواجهها التعليم العالي في الوطن العربي كنقص أعضاء هيئة التدريس مقابل التوسع الكبير في أعداد الطلبة الملتحقين في التعليم الجامعي، مشيرا إلى أن هيئات التدريس تنمو بنسبة 9% تقريبا مقابل نمو عدد الطلبة بنسبة 12%. أما المشكلة الثانية، فتتمثل في عدم توجه الدول العربية لرصد نسبة محددة من الدخل السنوي للإنفاق على البحث العلمي، إذ تنفق ما لا يزيد على 0,5 %، فيما ترصد الدول المتقدمة ما بين 4-6 % من الدخل القومي.
وتمنى العدوان لهذا المؤتمر الخروج بتوصيات وقرارات تهدف إلى التعرف على واقع مؤسسات ومراكز التربية الخاصة محليًّا وعربيًّا وتبادل الخبرات بين التخصصات المختلفة لإبراز أهمية الوقاية من الإعاقات.
التل يؤكد أهمية بلورة رؤية إستراتيجية وأساليب مبتكرة للتربية الخاصة
وفي كلمته، أشار أ. د. سعيد التل رئيس جامعة عمان العربية إلى أن المؤتمر يأتي امتدادًا وتواصلاً مع الجهود الكثيرة التي يقوم بها الأردن ليكون مرجعًا فكريًّا ورافدًا علميًّا في مجال التربية والتعليم العالي، مبينًا أن اختيار اتحاد الجامعات العربية و”القدس المفتوحة” و”عمان العربية” موضوع “التوجهات الحديثة في التربية الخاصة”؛ جاء إدراكًا للدور المؤثر والفاعل لهذا المجال الذي أصبح يمثل جزءًا أساسيًّا من حياة شريحة واسعة من الأفراد.
وأضاف التل أن مشاركة هذه النخبة من الخبراء وما تتناوله جلسات العمل من قضايا ومحاور، تمس واقع حياة ذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم، وتبحث في أدوار جديدة للتربية الخاصة، تخلص إلى بلورة رؤية إستراتيجية وأساليب مبتكرة تنسجم وتتماشى مع طبيعة العصر ومعطياته.
عمرو يدعو إلى الخروج بتوصيات موضوعية قابلة للتطبيق
ونوّه رئيس “القدس المفتوحة” أ. د. يونس عمرو إلى أن المؤتمر يمتاز بشكله ونوعه بسبب تناوله شريحة المعاقين التي تعاني في فلسطين من إجراءات الاحتلال التعسفية؛ وهي فئة تتعرض لحوادث كثيرة، سواء بسبب جهل أسرهم، أو استهتارًا وتهميشًا من قبل مجتمعاتهم.
كما تحدث أ. د. عمرو عن دور “القدس المفتوحة” في رعاية فئة المعاقين، مبينًا أنها أنشأت مختبرات للمكفوفين في عدد من فروعها، لا يستفيد منها طلبة القدس المفتوحة فحسب، بل هي متاحة أمام أي مكفوف فلسطيني.
وتمنى أ. د. عمرو أن تخرج هذه المشاركة من نخبة الخبراء في المضمار وما ستتناوله جلسات العمل من قضايا ومحاور تمس واقع حياة ذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم وتبحث في أدوار جديدة للتربية الخاصة؛ برؤية إستراتيجية وأساليب مبتكرة تنسجم وتتماشى مع طبيعة العصر ومعطياته، وتوصيات قابلة للتطبيق على أرض الواقع، داعيًا إلى أن تكون هذه التوصيات موضوعية لكي يتمكن من تقديمها للمسؤولين. كما ناشد أ. د. عمرو اتحاد الجامعات العربية تعميم هذه التجربة وطرحها في مؤتمراته.
إشتية: أهم ميزات المؤتمر تنوع الجهات المشاركة وخبراتها وتبادل المعارف
من جانبه، قال رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، عميد كلية التنمية الاجتماعية والأسرية في جامعة القدس المفتوحة د. عماد إشتية في كلمته، إن عدد الدول المشاركة في المؤتمر بلغ اثنتي عشرة دولة، وأن هناك أكثر من سبعين باحثًا من هذه الدول شاركوا بقرابة 50 بحثًا وورقة علمية، مرت بإجراءات تقييم وتحكيم دقيق، مشيرًا إلى أن هذه الأوراق ستسلط الضوء على موضوعات مختلفة تتعلق بذوي الاحتياجات الخاصة وآخر المستجدات في مجال التربية الخاصة.
وأوضح أن أهم ميزات المؤتمر تنوع الجهات المشاركة وخبراتها، الأمر الذي سيتيح المجال لتبادل هذه الخبرات والمعارف. وتمنى أن تنبثق عن المؤتمر توصيات إجرائية واضحة ومحددة يستفيد منها ذوو الاختصاص، ويستند إليها من هم في موقع القرار لبناء استراتيجية عربية لرعاية الأشخاص ذوي الإعاقة، باعتبارهم جزءًا لا يتجزأ من عملية التنمية الشاملة والمستدامة.
المعيقل: الرغبة ملحة للتركيز على التوجهات الحديثة في التربية الخاصة
وفي كلمة الوفود، بيّن د. إبراهيم المعيقل من جامعة الملك سعود، أن المؤتمر حظي بمشاركة واسعة من قبل أبناء الوطن العربي، الأمر الذي يعد فرصة سانحة لجميع الباحثين العرب من أجل التعرف على أفكار أشقائهم، ما يعزز مفهوم العمل المشترك لديهم، مضيفًا أن تقدم الأمم ورقيها يقاس بمدى اهتمامها ورعايتها للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة، وأن تزايد أعداد المعاقين يتطلب اهتمامًا متزايدًا في تقديم الرعاية والخدمات لهم، والتخطيط الواعي والكافي لإدماجهم في الحياة العامة، كل حسب طاقته وإمكاناته.
وأضاف المعيقل أن أهمية المؤتمر تنبع من استجابة محاوره لمقتضيات الوضع الذي نعيشه، والمرحلة الفريدة التي نمر بها، وأنه جاء مسايرًا للحراك التطويري العالمي، مبينًا أن الرغبة ملحة لإلقاء الضوء على القضايا والتوجهات الحديثة العالمية في مجال التربية الخاصة، التي يسعى المؤتمر لإبرازها وعرضها على طاولة نقاش الباحثين والمتخصصين، متمنيًا أن يخرج المؤتمر بتوصيات ترقى إلى المستوى المأمول، بحيث تكون مرجعًا مفيدًا لكل المهتمين والعاملين في مجال رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة وتربيتهم.
الجلسات العلمية
يشار إلى أن المؤتمر هدف إلى التعرف على واقع مؤسسات ومراكز التربية الخاصة محليًّا وعربيًّا، ومتابعة المستجدات المعاصرة في تربية ذوي الاحتياجات الخاصة، وبلورة بدائل للحد من انتشار الإعاقات والاطلاع على الخبرات العربية والعالمية بشأن هذه البدائل، بالإضافة إلى تبادل الخبرات بين التخصصات المختلفة لإبراز أهمية التدخل المبكر في الوقاية من الإعاقات، والتأهيل والرعاية بأنواعها: النفسية والاجتماعية والمهنية والأكاديمية والطبية، ومناقشة أخلاقيات ومهارات التعامل مع ذوي الحاجات الخاصة، كما سعى إلى عرض نماذج لبيئة التعلم الملائمة لذوي الاحتياجات الخاصة في إطار الثقافة المجتمعية.
وضم اليوم الأول من المؤتمر: الجلسة الرئيسية التي أدارها أ. د. عدنان الجادري، وتحدث فيها أ. د. زيدان سرطاوي، وأ. د. جميل الصمادي، ود. سامي باشا؛ والجلسة الأولى التي جاءت بعنوان “واقع الخدمات المساندة للمعوقين وأسرهم”، وترأسها أ. د. راتب السعود؛ والجلسة الثانية التي تمحورت حول “حق أسر الأطفال ذوي الحاجات الخاصة في الحصول على خدمات إرشادية”، وترأسها د. سامي باشا؛ والجلسة الثالثة التي ترأسها أ. د. زيدان السرطاوي وكانت حول “استخدام التقنيات التعليمية الخاصة في تدريس الطلبة ذوي الحاجات الخاصة”؛ والجلسة الرابعة والأخيرة التي ترأسها د. تامر سهيل وكانت بعنوان “النظريات الحديثة في تدريس الطلبة ذوي الحاجات الخاصة”.