شفا -أكدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني ‘فتح’ انها تحترم العقل النقدي الفلسطيني وتحترم كل الأخوة الحريصين على الثوابت الوطنية، ولكننا تتمنى ان يقوم هذا العقل النقدي على توخي الحقائق والعبارات خاصة أن المقابلة التي جرت مع الرئيس عباس على القناة الثانية الإسرائيلية كانت باللغة الانكليزية، وإمكانية التلاعب واردة خاصة عند الإعلام الإسرائيلي وعند الذين ينتظرون فرصة الانقضاض على رأس الشرعية الفلسطينية.
وأصدرت حركة فتح بيان توضيحياً لما تناقلته بعض وسائل الإعلام الفلسطينية نقلا عن مقابلة الرئيس أبو مازن وحملة الانتقادات الشرسة التي تلتها، وقالت ‘ تناقلت وكالات الأخبار والقنوات الفضائية، والمواقع الالكترونية تعليقات حادة حول ما صرَّح به الرئيس أبو مازن في المقابلة التي أجرتها معه القناة العاشرة الإسرائيلية اليوم، وقد تسابق الكثيرون في استخدام أقسى العبارات واستندت إلى ترجمة غير صحيحة، والى إخراج بعض الجمل من سياقها العام’
وأكدت فتح أن الرئيس أبو مازن كان وما زال حريصاً على الثوابت الوطنية الفلسطينية، وهذه الثوابت التي تشكل صلب وجوهر برنامجه السياسي الذي انتخب على أساسه خاصة موضوع حق العودة إلى الأراضي التي طردنا منها، وذلك استناداً إلى القرار الاممي 194، وهذا ما أكده الرئيس أمام الأمم المتحدة وفي كافة المناسبات، وحق العودة هو حق جماعي وفردي ولا أحد يستطيع إلغاء هذا الحق وهو العودة مع التعويض، وقضية حق العودة من المقدسات التي استشهد من اجلها الرمز ياسر عرفات، وأعلن تمسكه بها الرئيس أبو مازن منذ استلامه قيادة الشعب الفلسطيني.
كما أكدت فتح أنَّ الرئيس أبو مازن كان واضحاً منذ البداية أنه ليس مع إنتفاضة مسلَّحة الآن مستفيداً مما جرى في انتفاضة الأقصى وما تخللها، ومنطلِقاً من الواقع الحالي، لكنه بالمقابل دعا إلى المقاومة الشعبية ضد الاحتلال لأنّ هذه المقاومة الشعبية التي بدأت نواتها في العديد من القرى والبلدات هي بداية مشروع صدام حقيقي مع واقع الاحتلال الاستيطاني، والتهويدي، والتدميري، والإجرامي، والعنصري، وهي بداية الطريق الحقيقي لمواجهة الاحتلال.
كما وشددت فتح في بيانها على انه ومن الواضح أنَّ الكثير من الأقلام التي تناولت هذه المقابلة قبل التأكد والتعمُّق في النص وفي الكلمات شكلت تجنياً واضحاً وبعضها كان يهدف فقط إلى التحريض والتشويه والإساءة إلى شخص الرئيس كرمز حالياً للشعب الفلسطيني .
كما وشددت فتح على ان هذه الهجمة الشرسة مقصودة لضرب مصداقية القرار القيادي الفلسطيني بالتوجه إلى الجمعية العمومية لطلب العضوية لدولة فلسطين، و الاعتراف بهذه الدولة الواقعة تحت الاحتلال على الأراضي المحتلة العام 1967 وعاصمتها القدس.
وأوضحت فتح أن هذا القرار القيادي الجريء للرئيس عباس الذي تعارضه أميركا وإسرائيل علنا، وبعض الأطراف بشكل غير مباشر هو بيت القصيد بالاستهداف لأن نجاح مثل هذه الخطوة يشكل ضربة قاصمة للاحتلال الإسرائيلي، ولكل الذين يخططون لتصفية القضية الفلسطينية وتعزيز الانقسام.
وختمت فتح بيانها بالقول إنها على ثقة بأن الشعب الفلسطيني اعتاد على مثل هذه الحملات الإعلامية المشبوهة ضد الرئيس أبو مازن بما يمثل من وعي سياسي، ومن ثبات على الثوابت، ومن مصداقية في مواقفه، ومن صلابة في تمسكه بما يخدم قضيته الوطنية مهما كانت الضغوطات، ومهما اشتدت التحذيرات والإنذارات موضحة ان الشعب الفلسطيني أصبح يمتلك الوعي والتجربة التي تمكنه من التمييز بين الغث والسمين.