شفا – نفذ برنامج تأهيل الأطفال المحررين من المعتقلات الإسرائيلية – جمعية الشبان المسيحية القدس-برنامج التأهيل في الخليل, وبالشراكة مع مؤسسة إنقاذ الطفل, وبتمويل من المفوضية الأوروبية للمساعدات الإنسانية والحماية المدنية – ايكو, ورشة عمل مع مدراء وممثلي المدارس في المناطق التي ترتفع فيها نسبة اعتقال الأطفال, وذلك حول الآثار النفسية والاجتماعية والأكاديمية على الأطفال المحررين والمعتقلين, وآليات التعامل مع الصعوبات والضغوطات التي يعيشها الطفل المحرر, وآليات الدمج في المدارس.
وتأتي هذه الورشة ضمن نشاطات التوعية والتدريب التي ينفذها البرنامج لمناصرة قضية الأطفال المحررين واليات التعامل معهم ودمجهم في المجتمع , مع كافة الجهات ذات الصلة بالأطفال وتوعيتهم بالتغيرات والصعوبات التي يمر بها الطفل بعد مرحلة الاعتقال.
وركزت الورشة على طرح عدة أبعاد ومحاور للبحث فيها, وتحليلها من خلال النقاش الجماعي والعصف الذهني, وتبادل التجارب والخبرات بين المدراء والمعلمين أنفسهم, وطاقم الأخصائيين النفسيين الاجتماعيين في برنامج التأهيل في جمعية الشبان المسيحية – الخليل.
وتناول المحور الأول البحث في الصعوبات والمشاكل التي يواجهها المدراء والمعلمين في التعامل مع الأطفال المحررين من المعتقلات الإسرائيلية من وجهة نظرهم, حيث كانت الصعوبات تكمن في صعوبة تحمل التغيرات والسلوكيات للطفل وحالته النفسية وعدم فهم شخصيته, وكثرة عناد الأطفال وميلهم لفرض الذات بالقوة على المدرسين, وعدم الاهتمام واللامبالاة بالنظام العام . وعدم مقدرة المعلمين على التعامل مع هذه التغيرات والصعوبات مع الأطفال الذين عاشوا تجربة الاعتقال , وحالات غسل الدماغ , وتشويه نمو شخصية الطفل .
والمحور الثاني ركز على البحث في ابرز المشاكل والصعوبات التي يلاحظها المدراء والمعلمين على الأطفال من وجهة نظرهم, حيث كانت ابرز المشكلات تكمن في, تدني مستوى التحصيل الدراسي , وعدم رغبة الطفل في الانتظام في الدراسة, والتسرب من المدرسة, والميل لفرض القوة والسيطرة على الآخرين, وإحساس الطفل بالفرق العمري أسوة بأقرانه الآخرين من نفس الجيل , وحب العزلة والوحدة والانسحاب الاجتماعي والميل للانطواء, وكثرة التدخين, والسهر ليلا, الخمول والتعب والإرهاق والتوتر , وفقدان الأمن الشخصي والإحساس الدائم بالتهديد, وصعوبات في التأقلم والتكيف والاندماج من جديد. وصعوبات في الاتصال والتواصل, ونقص في المهارات الحياتية, وعدم القدرة على التركيز والتشتت والسرحان والشرود الذهني, والغياب المتكرر عن المدرسة, وعدم الانتظام في الدوام اليومي , وسلوكيات عصبية زائدة والعدوانية والغضب , مشاكل وتوترات مع الهيئة التدريسية ومشاجرات مع الطلاب والأهل , ووجود مشاكل صحية جدية لدى الأطفال ذات أساس نفسي .
والمحور الثالث ناقش فيه المشاركون, كيفية التعامل مع الأطفال المحررين داخل المدرسة وماهي الآليات المناسبة للتعامل معهم من وجهة نظر المدراء و المدرسيين وضرورة الاستماع للطفل واحترام شخصيته , معاملة الطفل كإنسان له تقديره واحترامه وتفهم ظروفه عن قرب, إشعار الطفل بالثقة والأمان, التعاون مع ولي أمر الطفل لمساعدته على فهم تجربته, وأهمية إعادة اندماجه من جديد , زيارة المدير والمعلمين للطفل في بيته بعد تحرره يعطي الطفل شعور جيد واهتمام وتقدير لذاته والآخرين, دمج الطفل في أنشطة وفعاليات مختلفة كالإذاعة المدرسية , والكشافة , واللجان المدرسية المختلفة , وإحياء الفعاليات والمناسبات الوطنية والدينية والاجتماعية وتفعيل دوره فيها, إعطاء الطفل الوقت الكافي للتعبير عن مشاعره , تجنب العقاب واللوم والتوبيخ للطفل, وعدم تهديده , عدم التقليل من تجربة الطفل في الاعتقال , ضرورة مشاركة المدير والمعلمين والمرشد التربوي في متابعة أموره , الاهتمام بالطفل وإشعاره بأهمية وجوده في المدرسة والتأكيد على حقه في التعليم , متابعة أمور الطفل اليومية في الدراسة وعلاقاته الاجتماعية مع زملائه ومدرسيه, ضرورة تهيئة وتحضير الطفل والمعلمين والطلاب نفسيا وإكسابهم المهارات المساعدة على التعامل الايجابي مع الطفل, وتفقد أمور الطالب يوميا يعطي الطفل شعورا بالثقة والراحة الأمن والاطمئنان .
والمحور الرابع تضمن الاقتراحات والتوصيات, تتضمن احتياجات المدراء والمعلمين, والطفل المحرر وزملائه في المدرسة, وأسرة الطفل والمجتمع من حوله, حيث خرجت الورشة بمجموعة من التوصيات وكانت على النحو التالي :-
دعوة برنامج تأهيل الأطفال المحررين بعمل مزيدا من الورش والتدريبات مع المدراء والمعلمين والمرشدين على كيفية التعامل مع الأطفال المحررين,وضرورة التنسيق والتشبيك وتفعيل التحويل بين المدارس وجمعية الشبان المسيحية في هذا المجال للمساعدة نفسيا واجتماعيا وأكاديميا للأطفال , تكوين لجنة متابعة مشتركة بين التربية والتعليم (المدارس) تضم المدير والمرشد التربوي واللجنة الاجتماعية للتحويل الى جمعية الشبان المسيحية. تزويد المدارس بالنشرات والمطويات والملصقات الإرشادية حول التعريف بالصعوبات وآليات التعامل معها . التنسيق بين المدارس والجمعية لفعاليات مشتركة في مناسبات تخص الأطفال المحررين .عقد لقاءات توعوية في المدارس مع أولياء أمور الأطفال وأسرهم لتعريفهم على تغيرات أبنائهم و صعوباتهم لمساعدتهم في التعامل مع هذه التغيرات وتقبلها. عمل لقاءات التوعية مع طلاب المدرسة وتعريفهم على آثار تجربة الاعتقال على الأطفال. المطالبة بعمل برامج مساعدة وصيانة نفسية للمدراء والمعلمين ورحلات ترفيه وتعامل مع الضغوط النفسية وإدارة الإجهاد النفسي. تفعيل دور الطلبة في النشاطات المختلفة, وبناء شبكة علاقات اجتماعية داعمة للأطفال ولجان صداقة داخل المدرسة والمجتمع الذي يعيش فيه, توعية المجتمع المحلي بقضية الأطفال المحررين وحشد المناصرة وضرورة سن قانون واضح في وزارة التربية والتعليم حول إعادتهم لصفوفهم الأصلية ومع زملائهم وتجنب ترسيبهم في صفوفهم, تسهيلا لعملية اندماجهم ومراعاة ودعما لحالاتهم النفسية
وجاءت هذه الورشة ضمن فلسفة وسياسة جمعية الشبان المسيحية وشركائها في دعم وتأييد حق الأطفال، في التعليم والاندماج الكامل في مجتمعهم, والتأكيد على حق الأطفال في العيش بكرامة وأمان وحماية مصالحهم الفضلى وممارسة حياتهم بشكل طبيعي، والمناصرة لحقوقهم والدفاع عنها، والمطالبة بمنع اعتقال الأطفال ومناهضة لجميع أشكال العنف ضد الأطفال، و انسجاما مع القانون الدولي الإنساني في تعزيز الحماية , وصيانة حقوقهم وضمان حياة كريمة وآمنة لهم بعيدا عن كل أشكال العنف والتعذيب .
ويهدف البرنامج إلى تمكين الأطفال وذويهم ومدرسيهم في التعامل مع صعوباتهم والعمل على إعادة دمج الأطفال و تأهيلهم نفسيا واجتماعيا وأسريا وأكاديميا ومهنيا، والعمل على إزالة كافة المعوقات والصعوبات النفسية والاجتماعية والمادية والثقافية والبيئية التي تقف عائق أمام فرص إعادة دمجهم وتسهيل التفاعل الاجتماعي والعمل على التقليل لمشكلة العزلة والتسرب، وتأهيلهم في المجتمع ، وذلك من خلال تحسين ظروفهم وإعادة دمجهم وتأهيلهم ضمن فلسفة التأهيل الشامل في المجتمع وتسهيل الموارد المحلية للمجتمع واستثمارها من فرص التعليم الأكاديمي والتأهيل والتدريب المهني لخدمتهم وتلبية احتياجاتهم .
والجدير ذكره بأن برنامج تأهيل الأطفال المحررين من المعتقلات الإسرائيلية ينفذ من خلال جمعية الشبان المسيحية -برنامج التأهيل ، وبالشراكة مع مؤسسة إنقاذ الطفل , وبتمويل من المفوضية الأوروبية للمساعدات الإنسانية والحماية المدنية – ECHO, في محافظات الضفة الغربية والقدس.