أبو علي شاهين والوجع الفلسطيني في حضرة الغياب بقلم : ثائر نوفل أبو عطيوي
في الذكرى التاسعة لرحيل المفكر الوطني وشيخ المناضلين أبو علي شاهين ، يتمنطق الوجع الفلسطيني لكي يتعدى المساحة التنظيمية الفتحاوية التي كان “أبو علي ” أحد ركائزها الحركية وأهم أعمدتها النضالية والفكرية ، في ظل واقع فلسطيني عام لا يقوى على السير والنهوض لخطوة وطنية للأمام بسبب انعدام الأفق على كافة الصعد والمستويات وتداعيات الانقسام من جهة ، وبسبب مأساة حركتنا الرائدة فتح وما أحل بها من وجع وألم وقهر من أولئك المتنفذين الذين اعتلوا صهوة قياداتها ولم يعيروا أي اهتمام لواقعها الصعب المرير ، ولم يحركوا أي ساكنًا ولو خطوة واحدة على طريق التغيير لتعطي بريقًا من الأمل حتى تعيد لفتح تاريخها ومجدها العظيم ،الذي كان نبراسًا يهتدي به الفلسطينيين جميعًا دون استثناء.
في الذكرى التاسعة لرحيل الاستثنائي في الغياب والحضور أبو علي شاهين ،الذي امتلك القدرة الشخصية وزمام المبادرة التنظيمية والشجاعة الوطنية ليكون الفارس دومًا في كل المحافل والميادين ، الذي نفتده كثيراً وبشدة ، فكنا وعند اللقاء به نستمع بكل أذان صاغية لما يقول ، لأن قوله المكتسب من فعله ، وسيد المكان والزمان والحضور ، فهو الملهم والمفكر والمناضل والقادر والمنظر الذي يحتوي الجميع دون استثناء ودون استقواء أو مواربة أو مجاملة ، لأن أبو على كان الفتحاوي والوطني الواضح ، الذي يعبر عما يجوله في مخيلة الفلسطينيين جميعًا ، لأنه كان الملتصق بالجماهير على الدوام والمتطلع لهموم المواطن على الدوام ، والعاشق لجلسات البسطاء والمهمشين والعارفين المثقفين في وقت واحد ، من أجل أن يبق الفلسطيني رافعًا الهامة والساعد.
أبو علي شاهين ذلك الثوري الرافض للذل والخنوع والخضوع والرافع باستمرار لشارة النصر مع الابتسامة المعهودة ، لتكون الدليل لكل الفتحاويين المتمسكين بحركتهم الرائدة بروح وطنية ، مهما كان المشوار صعب وطويل والحِمل ثقيل.
أبو علي شاهين ، أيها القائد والانسان ، وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر ، ولروحك الطاهرة المناضلة التي ملأت الوطن والفضاء فكرًا وعطاءً وردة وسلام.