كرامة أمنا الكبرى بقلم : الأسير ياسر أبوبكر

كرامة أمنا الكبرى بقلم : الأسير ياسر أبوبكر

يطل علينا شهر آذار/ مارس، ونحن نترقب أيامه التي تبشرنا بالربيع دومًا بعد شتاء طويل، ولك أن تتخيل ربيع بلادنا فلسطين الذي تمتزح فيه صورة الرقة والجمال مع التجذر والسرمدية.
ولا يشوب الصورة البهيجة الا شائبة الاحتلال على صدر البلاد الأسيرة بالحديد والظلمة والعنصرية.
في هذا الشهر يتنامى فينا صوت المقاومة والثورة وهدير الانتصار لخط الفعل على خط التنظيرات الفارغة، لأن فيه كانت معركة الكرامة التي شكلت بحق انطلاقة متكررة ثانية او ثالثة للثورة الفلسطينية، وكانت النهضوية العربية التي جعلتها فتح في خدمة القضية الفلسطينية باعتبارها مركزية الامة العربية.
إن من أهم نتائج معركة الكرامة في 21/3/1968 هو انتشال الامة العربية من هول الفجيعة وقهر الهزيمة (النكسة عام 1967م) ومن مربعات اليأس والعجز الى مساحات الفعل القادر على الانجاز ومساحات العمل المثابر والدؤوب الذي جعلت منه الثورة الفلسطينية شعارًا تمثل بالديمومة، فالعاصفة شعلة الكفاح المسلح وفتح ديمومة الثورة والنضال.
لقد كانت المعركة التي اختلط فيها نداء الجيش الاردني البطل مع صوت الفدائي العربي الفلسطيني مقدمة لتمازج الدم ومقدمة لانبثاقة أمة لا تقبل الضيم وتدافع عن مستقبلها بإحداث الفروقات في حاضرها عبر معادلة التعليم والعمل والنضال.
في ذات الشهر واليوم نتصادف مع ذكرى عيد الأم، الذي فيه تتماهي أمنا الكبرى مع أمنا الخاصة، أي ما بين الأرض وما بين الام التي ولدتنا، فكلاهما لهما من الاحتضان والرأفة والحنو الشيء الكثير.
حين أتذكر أمي وخبز الطابون وكوب الشاي ورائحة الزعتر، لا تغيب عن ناظري تلك الأرض الغنية بجبالها وسهوبها واخضرار زيتونها وبرتقالها وخصب سهولها وشموخ قمم جبالها، فاحمد الله على أنني من هذه الأرض/الام.
في هذا الشهر تتراكم بين أيدنا الذكريات الحبيسة فتنطلق لتوزع الورود مع مقدم الربيع وعيد الام وكرامتنا التي تتجدد مادام النضال متواصلًا، وما دام الحق ابلج، ومادمنا ولله الحمد صامدون مرابطون لا يضيرنا من خذلنا كما قال عنا رسول البشرية محمد صلى الله عليه وسلم.
بهذه المناسبات الجليلة، لنا التأكيد أن في أعناقنا أمانة، وليس لنا الا اداء الامانة، ففلسطين وتحريرها أمانة، كما في أعناقكم الأسرى امانة حتى يرون معكم معنى الربيع وحضن الام وبهاء الأرض.