شفا -أكد مشاركون تربويون على أهمية الأنشطة اللامنهجية لتعزيز ثقافة حقوق الإنسان بناء على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، معتبرين ذلك ” بأنه الحل الأمثل والطريقة المجدية من أجل إدخال وترسيخ مفاهيم حقوق الإنسان وإنعكاسها على سلوكيات طلبة المدارس وأفراد المجتمع بشكل عام.
جاء ذلك خلال ورشة عمل عقدها المركز النسوي في مخيم شعفاط حول دور المنهاج الدراسي في تعزيز ثقافة حقوق الإنسان جمعت مدراء مدارس المخيم وبحضور مرشدي المدارس المشاركة، وذلك في إطار مشروع إنقاذ الطفل من خلال ثقافة حقوق الإنسان الذي ينفذه المركز بتمويل من مركز تطوير المؤسسات الأهلية (NDC).
ووفقا لمنسق المشروع محمد محاريق، فإن الهدف من عقد هذه الورشة هو متابعة التنسيق والشراكة الحقيقية بين المركز النسوي والمجمع التعليمي في المخيم وذلك من منطلق الحرص على ضرورة رفع الوعي لحقوق الإنسان ونشرها بين صفوف الأطفال في المخيم لا سيما طلبة المدارس.
وأضاف محاريق خلال إفتتاح الورشة، بأن بيئة المدرسة تلعب دوراً كبيراً في نشر وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان بين الطلبة، في ظل المؤشرات التي ظهرت خلال فترة تنفيذ المشروع والتي أكدت بمجملها على ضرورة تعزيز فكرة الأنشطة اللامنهجية وإستمرارية هذه الأنشطة من أجل ترسيخ مبادئ حقوق الإنسان وإدخالها على سلوكيات الأطفال.
وإستعرض محاريق، الأنشطة التي نقذها المركز من خلال المشروع، والتي جاءت بالشراكة والتعاون مع مدارس المخيم، وإستهدفت الطلبة بالإضافة الى مشاركة وتعاون مؤسسات المجتمع المحلي، والتي أظهرت حاجة الفئة المستهدفة (الأطفال) للتوعية في مجال حقوق الإنسان.
من جانبه، تطرق الأستاذ أمين عليان مدير مدرسة ذكور شعفاط الإعدادية حول آلية توظيف مبادئ حقوق الإنسان في التعليم، مضيفاً” أنه لم يعد بالإمكان أن يكون التعليم بمعزل عن القيم السلوكية وتربية المواطنة في بعدها الشمولي الذي يتضمن حضارة الوطن وتاريخه وإنجازاته ودوائر إنتماءاته المختلفة.
وأكد عليان في كلمته على دور الأنشطة اللامنهجية في تعزيز وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان، موضحاً” أن المدرسة تعمل على تأصيل مبادئ حقوق الإنسان في نفوس الأطفال من خلال تطبيق النقاط الواردة في البرنامج العالمي للتثقيف في مجال حقوق الإنسان.
كما إستعرض عليان الإتجاهات التي يجب العمل عليها، والتي من بينها ” تطبيق ما يتم تعليمه في مادة التربية المدنية كمنهاج دراسي من خلال أنشطة لامنهجية من بينها الألعاب التربوية التي يسهل نقل الصورة السلمية لمبادئ حقوق الإنسان، وتعليم سلوكيات إيجابية للطلبة، والتي من شأنها غرس مفاهيم أصيلة وسامية في وعي الطلبة مثل ” الديمقراطية والتسامح والحوار والتعايش وتقبل الآخر وإحترامه.
بدوره قال الأستاذ مؤيد صلاح الدين مشرف البرلمان الطلابي في مدارس المخيم، على ضرورة خلق جسم طلابي واعي وقادر على تحمل المسؤولية الفردية والجماعية، من خلال ترسيخ مبادئ حقوق الإنسان وتشكيل برلمان طلابي ناضج يقوم بدور ريادي في نشر ثقافة التسامح والإحترام وتقوية العلاقة بين المعلم والطالب.
كما تحدث الأستاذ جمال عبد الله مدير مدرسة ذكور شعفاط الإبتدائية، على ضرورة وضع خطة وبرنامج عمل متكامل بمشاركة المدارس ومؤسسات المجتمع المحلي والتي من شأنها تحديد جداول زمنية للتنفيذ، حول أبرز الأنشطة اللامنهجية التي يجب تطبيقها بشكل عملي من أجل ترسيخ مفاهيم حقوق الإنسان لدى الطلبة.
وأوصى المشاركين في ختام الورشة، لضرورة إنشاء برنامج متكامل حول ثقافة حقوق الإنسان بمشاركة مؤسسات المخيم والمجمع التعليمي، بهدف الإستمرار في تعليم الأطفال لمبادئ حقوق الإنسان ونشرها بين أفراد المجتمع نظراً للحاجة الماسة لهذه الشرائح في المجتمع.