شفا – أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح توفيق الطيراوي أن فكرة حل السلطة الوطنية الفلسطينية، التي ‘جاءت نتيجة نضال طويل للشعب الفلسطيني’ لم تطرح، وانه لم يتبق من اوسلو غير التنسيق الامني، وان فرص التوصل الى حل مع اسرائيل غير واردة في المدى المنظور.
وقال الطيراوي خلال مقابلة أجراها معه الزميل أحمد فراج ‘على العالم أن يفهم أن السلطة أنشئت نتيجة نضال طويل للشعب الفلسطيني، والمطلوب هو نقل الشعب من حالة وجوده تحت الاحتلال الى حالة سيره نحو التحرر والاستقلال، فهي أداة وطنية لدعم صمود المواطنين والعمل والبناء من أجل إقامة الدولة’.
وفيما يتعلق بالمفاوضات مع اسرائيل قال’مرحلة المفاوضات السابقة كان لابد منها، من أجل أن نصل في نهاية المطـاف الى اقامة الدولة، ولكن التعنت الاسرائيلي الذي يعتبر المعيق الرئيسي نحو عدم التقدم، ومن أجل أن يكون واضحاً للجميع بأن الجانب الاسرائيلي لا يريد السلام ولا يسعى لتحقيقه’.
وأضاف الطيراوي: صحيح ان مدة التفاوض قد طالت، ولكن أردنا إيصال رسالة للجميع عربيا ودولياً مفادها أن الشعب الفلسطيني يريد السلام، واسرائيل هي التي ترفض ذلك، وتؤكد مضيها في سياساتها التهويدية والعنصرية في الاراضي الفلسطينية’.
واوضح، أن ‘اسرائيل تريد أن تأخذ منا ما تريد، وهي لاتعطيك اي شيء خاصة حول حقوقنا الفلسطينية’، مشيراً الى أن الحقوق تنتزع ولا تعطى، وإسرائيل ‘ألغت إتفاقية أوسلو عملياً، بحيث أن كافة الالتزامات الاسرائيلية غير موجودة وتطلب من الفلسطينيين تنفيذ ما عليهم من التزامات’.
وأضاف: ‘ما تبقى من أوسلو : التنسيق الأمني، وإتفاقية باريس، وسيطرة إسرائيل على كل الاراضي الفلسطينية والمعابر، وهذا كله لصالح اسرائيل، و ليس لصالحنا شيء’.
وتابع ‘السلطة وجدت لنقل الشعب الى الدولة وإنهاء الاحتلال، وأقول ان اميركا منحازة الى اسرائيل، ونحن لسنا فقط بحاجة الى أموال، نحن بحاجة الى الحرية واقامة الدولة وان لا تهان كرامتنا’.
وأضاف: ‘ لا مجال لاي اتفاق بيننا وبين الاسرائيليين في المدى المنظور، وذلك لعدة أسباب أهمها وجود قيادة اسرائيلية غير مؤهلة بأن تتفق معنا على قضايا الحل النهائي، وأن تعيد لنا القدس واللاجئين والحدود والأمن وتزيل المستوطنات، وبالتالي هذه القيادة تريد فقط أن يبقى الائتلاف الحكومي موجوداً، والاتجاه في اسرائيل يذهب نحو اليمين، وحتى اليسار لا يعطيك هذا الحل، ولا ايهود باراك، ومن سبقوه (تسيفي ليفني او اولمرت). المهم لاي حكومة اسرائيلية، هو وجودها في الحكم والحفاظ على الائتلاف الحاكم’.
وقال الطيراوي: ‘في المقابل لاتستطيع أي قيادة فلسطينية ان تتنازل عن الثوابت، لتاريخها الوطني ونضالاتها، وبالتالي هناك معادلتان متناقضتان تماماً، وحتى الرئيس ياسر عرفات لم يستطع ان يتنازل عن حي من أحياء القدس، وهنا اقول لا وجود لشريك اسرائيلي معنا من أجل السلام’.
التحقيق في اغتيال الرئيس عرفات
وحول استمرار عمل لجان التحقيق الخاصة باستشهاد الرئيس ياسر عرفات قال اللواء الطيراوي: ‘هناك معطيات كثيرة في التحقيق، ولكن لا يجوز لنا التطرق عبر وسائل الاعلام لحيثيات التحقيق، خاصة وأننا تحت الاحتلال الذي يستطيع خلال دقائق إعاقة عملنا، خاصة وانه المتهم الاول باغتيال ابو عمار’.
وأضاف : ‘نحن نقوم بعملنا منذ تشكيل اللجنة في 19 -9 -2010، وخلال هذه الفترة قابلنا العديد من الاشخاص، وفي نهاية المطاف ستكون هناك نتائج نأمل بأن نصل من خلالها الى الحقائق، لاسيما أننا نبحث عن الآداة وليس عن المتهم كون المتهم هو اسرائيل’.
وتابع :’ لن نتفاجأ اذا ما كان هناك آداة فلسطينية متهمة باغتيال عرفات، ففي كل دول العالم هناك ضعفاء نفوس يشتريهم الاحتلال، ولننظر الى ما حدث في فيتنام ومن قتل أنور السادات. يجب أن لا نأخذ الأمر بأننا شعب يختلف عن شعوب العالم.
وفيما يتعلق بلجان التحقيق الفرنسية والسويسرية، قال الطيراوي: ‘هناك تواصل مباشر مع اللجنة الفرنسية، واللجنة الطبية السويسرية في معهد لوزان، ونحن نقوم بعمل توحيدي للجنتين، احداها كمحققين يقومون بدورهم للبحث عن جريمة، والاخرى طبية ذات مهنية عالية، ونحن نرى بانه يجب على الجميع ان يكون متواجدا هنا، ونحن كلجنة فلسطينية نتعاون مع الجميع حتى نصل الى الحقيقة، والسلطة الفلسطينية وجهت الدعوة للمعهد السويسري للحضور، وأقول أن اللجان الفرنسية والسويسرية ستصل الى رام الله قريباً’.
واشار الى ان اسرائيل هي المتهم الاول في اغتيال الرئيس ياسر عرفات، وأن اللجنة المحلية هم أطباء فلسطينيون ولدينا توجه لمقابلة الاطباء التونسيين والمصريين، ونقول ‘ليس سهل علينا أن نأخذ شهادات من اي دولة، والمطلوب منا ان نستأذن من الدول، لوجود العديد من الصعوبات التي نحاول تذليلها لأن المواطن يهمه معرفة الحقيقة’.
وحول تواصله مع أرملة الرئيس عرفات قال: ‘أتواصل مع سهى عرفات ومع ناصر القدوة بشكل دائم، هناك اتفاق على أخذ عينة من رفات الرئيس، وأيضاً هناك موقف للقدوة أنا احترمه يقول ‘انه لطالما ان المتهم والمادة المستخدمة معروفة فلماذا سنقوم بفتح القبر’، موضحاً أن ‘ شعبنا الفلسطيني يريد معرفة الحقيقة وفتح القبر هو مطلوب من قبل اللجان الاجنبية’ حتى نصل الى نتيجة قاطعة.
المطلوب فلسطينياً
وحول الساحة الفلسطينية والمطلوب وطنياً قال الطيراوي: ‘ يجب أن نذهب الى دائرة الفعل لتغيير الواقع ولإجبار اسرائيل على ان تُعيد الحق للشعب الفلسطيني، ومن هذه الامور الذهاب الى الامم المتحدة، والاحتجاجات ضد الاحتلال، وتعزيز الصمود، والحفاظ على الارض، خاصة في المناطق المصنفة ‘ج’، وبناء المؤسسات وانهاء الانقسام، وتعميق الوحدة الوطنية’.
وأضاف : ‘يجب أن ينتقل الشعب الفلسطيني بكل قواه الى الفعل وليس رد الفعل، وكافة التنظيمات يجب أن تكون موحدة ضمن بناء استراتيجية وطنية للمقاومة والصمود، تشترك فيها كافة الأطياف السياسية والشخصيات الوطنية والمستقلة، لنصمد أمام الضغط السياسي والاقتصادي الذي يمارس علينا، وان نعمل من اجل ان نحقق الاكتفاء الذاتي، وأيضاً رسم واقرار الاستراتيجية من أجل مقاومة الاحتلال، فهناك مئة وسيلة للمقاومة، ولكن يجب ان تكون على تماس مباشر مع الوضع الدولي والعربي حتى تستطيع ان تؤثر في المعادلة القائمة’.
الدعم العربي للسلطة والاحتجاجات على الغلاء
وقال الطيراوي بشأن الدعم المالي للسلطة وموجة الغلاء :’هناك وعودات كثيرة من الدول العربية، وهنا أقول أن العرب تاريخياً لم يتخلوا عن فلسطين، وأتمنى عليهم أن لا يتركونا تحت الضغط الاسرائيلي والاميركي، والعرب هم السباقين في دعم فلسطين’.
وأوضح ان السياسة الاقتصادية ‘خاطئة، ويجب ان نعيد النظر بها والعمل علـى تغييرها، ونحن مع ما يجري الان من احتجاجات يجب ان تبقى ضمن النظام والقانون، ولا يجوز لنا أن نذهب الى احتجاجات تذهب الى التدمير والتخريب والحرق والتخوين، يكفينا من الانقسام الذي خون وكفر الجميع، وهنا اقول ان الكل في السلة الوطنية’.
واشار الى ان الانتقاد يوجه الى سياسة الحكومة الاقتصادية وليس الى الاشخاص.
منصب الرئيس
وفيما تردد عن طلب الرئيس محمود عباس من القيادة البحث عن بديل اخر، قال الطيراوي: ‘يجب ان يطرح هذا الموضوع أمام قيادة ‘فتح’ أولاً لأن فتح هي التي رشحت الرئيس عباس لهذا الموقع، ومن ثم أمام قيادة الشعب الفلسطيني، وأنا موقفي بأنه يجب أن يكون للرئيس نائباً، فإذا أراد ان يبقى الرئيس، يكون له نائب، وفي حال لم يرشح الرئيس نفسه يكون هذا النائب مرشحنا للرئاسة.
وتابع : ‘أقول ان حركة فتح والشعب الفلسطيني فيه من كل القيادات، وليس من الضروري هذا الشخص ان يكون من داخل اللجنة المركزية، علما أن كل اعضاء اللجنة المركزية مؤهلين لهذا الموقع ما عداي لأنني لا اطلب الا الشهادة ‘.
وقال: ‘من تختاره اللجنة المركزية سنوافق عليه ولن يكون لنا اعتراض، واللجنة المركزية قالت انها مع بقاء الرئيس ولكن اذا أصر الرئيس على موقفه فاننا لا نستطيع منعه من ذلك’.
وأضاف : ‘الرئيس جاء لإقامة الدولة، ففوجئ بتعنت اسرائيلي وحالة الانقسام، وكل شيء في وجهه مغلقاً، وقراره بترك موقع الرئاسة لأنه لن يحقق شيئاً نتيجة التعنت الاسرائيلي والانحياز الاميركي’.
وحول استمرار اسرائيل باعتقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح النائب مروان البرغوثي، ورفضها الافراج عنه، قال اللواء الطيراوي: ‘القيادة الفلسطينية وخلال اجتماعات اللجنة المركزية لحركة فتح تطرح دوماً قضية الاسير المناضل البرغوثي، والرئيس ابو مازن، خلال اجتماعاته مع كافة اللاعبين الدوليين فان قضية الاسرى تكون على سلم أولوياته ويتم طرح قضية الاسير البرغوثي’.