شفا – شاركت مؤسسة التعاون في الاجتماع السنوي لملتقى المؤسسات العربية الداعمة في العاصمة المصرية “القاهرة”، والذي انعقد تحت عنوان “من أجل دعم العطاء الإستراتيجي في المنطقة العربية “، حيث إمتدت أعمال المؤتمر على مدى ثلاثة أيام بمشاركة واسعة من الشخصيات الرسمية والخبراء وناشطي المجتمع المدني، بالإضافة الى عدد كبير من ممثلي المؤسسات الإقليمية والدولية المعنية.
وفي معرض حديثها عن أهمية تحقيق الحد الأقصى من موارد العطاء الاجتماعي في أوقات التغيير والتقشف، شددت د.جرباوي على ضرورة أن يكون لكل مؤسسة موقف واضح ورؤية ثاقبة، واستقلالية في رسم وتنفيذ خططها الاستراتيجية. وأعطت مثالاً على استقلالية القرار التنموي لدى مؤسسة التعاون، وعلى ممارستها المُنفِذة لسياستها في قبول المنح والهبات، والتي تشدد فيها على الموائمة مع خططها البرامجية التي تخدم الأجندة الفلسطينية من جهة، وتهتم بتوسيع أثر تلك البرامج من جهة أخرى.
ولتعظيم الأثر شددت المدير العام لمؤسسة التعاون على أهمية توسيع الشراكات الاستراتيجية وتعميقها محلياً وعربياً، وتطرقت لجهود مؤسسة التعاون في استحداث شبكة مستشفيات القدس، وائتلاف المؤسسات الأهلية الداعمة لحقوق الانسان في فلسطين، بالاضافة لشراكتها مع المؤسسات العاملة في تطوير رياض الأطفال في الضفة الغرببة بما فيها القدس، وقطاع غزة، ولبنان، وفي مناطق 1948.
وفي هذا السياق دعت د.جرباوي إلى مزيد من تنسيق الجهود ضمن أعضاء الملتقى، والبدء بالتخطيط الاستراتيجي للمساهمة بشكل متكامل في قيادة التغيير والتنمية على المستوى العربي، كما أكدت على أهمية الاستمرار في مأسسة عمل الملتقى.
وناقش المشاركون في ملتقى المؤسسات العربية الداعمة، كيفية إدخال نهج قائم على الحقوق في عمل المؤسسات، وتسخير الزخم الشعبي في المنطقة العربية لتنمية طويلة الأمد، والمناصرة من أجل المساءلة والإصلاح القانوني والتنظيمي، والكيفية التي يمكن من خلالها للعطاء الإجتماعي من معالجة الأسباب الجذرية لعدم الإنصاف، بالاضافة إلى مناقشة محاور متعددة منسجمة وتحقيق العطاء الإستراتيجي العربي، سيما في الوقت الراهن الذي تمر به الدول العربية.
وعلى هامش المؤتمر عقدت الجمعية العامة لملتقى المؤسسات العربية الداعمة اجتماعها السنوي، حيث ناقشت العديد من القضايا التي تهم الملتقى، وعلى رأسها قضايا الشفافية وطرق اجتذاب التمويل في ظل التحولات المتغيرة في المنطقة، وأيضاً في ظل شح التمويل، بالاضافة إلى مناقشة التقرير المالي والاداري للملتقى، حيث تم انتخاب مجلس ادارة جديد برئاسة المدير العام لمؤسسة ماجد بن عبد العزيز السيد همّام الزارع من المملكة العربية السعودية، وفازت مؤسسة التعاون بمنصب نائب الرئيس، ومؤسسة هاني القدومي للمنح الدراسية من الأردن بأمانة السر، ومؤسسة آفاق من لبنان بالسكرتاريا.
جدير بالذكر أن مؤسسة التعاون كانت قد أسست ملتقى المؤسسات العربية الداعمة، قبل نحو أربع سنوات بهدف تشبيك جهود مؤسسات المجتمع المدني في الأقطار العربية. حيث أصبح الملتقى اليوم مؤسسة مستقلة ينضوي في إطارها أكثر من 40 مؤسسة داعمة، منها مؤسسات فلسطينية عديدة كمؤسسة التعاون، ومجموعة الإتصالات الفلسطينية، ومؤسسة عبد المحسن القطان، والمؤسسة الفلسطينية لتشجيع رياضة الأطفال ” خطوات “، وجامعة القدس إضافة إلى مؤسسة التربية العالمية.
يذكر أن ملتقى المؤسسات العربية الداعمة تأسس في عام 2007 كمنظمة غير هادفة للربح تسعى إلى تبني الحوار والتعلم المتبادل والتشبيك والتعاون بين المؤسسات العربية وأصحاب المشاركة في القطاع الخيري، بهدف تعزيز العطاء الاجتماعي الاستراتيجي في المنطقة العربية، والعمل كداعية من أجل زيادة فعالية المبادئ والبرامج والممارسات والسياسات. حيث تشمل مبادراته تعزيز التنمية الاجتماعية من خلال حشد رؤوس الأموال الخاصة للمنفعة العامة.