3:51 مساءً / 23 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

مدافئ الشتاء.. أخطاء متكررة تحولها لقنابل موقوتة

شفا – لا يكاد يمر موسم شتاء دون وقوع حوادث مأساوية بفعل سوء استخدام وسائل التدفئة والتسخين في البيوت، ويخلف كل حادث ضحايا بشرية على شكل وفيات أو إصابات حرقاً أو اختناقاً، وفي أحسن الأحوال تقتصر الأضرار على خسائر مادية.

وفي ساعات قليلة من مساء الأربعاء، سجلت ثلاث وفيات نتيجة حوادث المدافئ بالضفة الغربية.

فقد توفي شاب عشريني وشقيقته ذات العشر سنوات عندما تسببت مدفأة غاز مشتعلة باحتراق منزلهم بقرية دومة جنوب الخليل جنوب الضفة.

وأُعلن بقرية سرطة غرب سلفيت شمال الضفة عن وفاة المواطنة شلبية صلاح متأثرة بإصابتها جراء الحريق الذي شب بمنزلها السبت الماضي وتسبب بإصابتها هي وزوجها وأطفالهما الأربعة نتيجة الدخان الكثيف والحرارة العالية.

وقبل أيام، توفي مسن وأصيب اثنان من أفراد أسرته بالاختناق وثالث بحروق، جراء حريق شب بمنزلهم بقرية عصيرة القبلية جنوب نابلس.

وتبين أن الحريق وقع بإحدى غرف النوم جراء ترك مدفأة الكهرباء مشغلة، ما أدى لاندلاع النيران بالغرفة ووصولها إلى المطبخ.

وفي حادث مختلف، توفي شاب وأصيبت زوجته وطفلته بالاختناق الشديد ببلدة بني نعيم بالخليل، وتوصلت التحقيقات لوجود نسبة كبيرة من غاز أول أكسيد الكربون السام الناتج عن عادم سخان المياه الذي يعمل بالغاز.

ووجد السخان في حالة تشغيل، ما يشير إلى أنه ترك يعمل أثناء النوم.

وتوفي مسن وزوجته من مخيم الجلزون شمال رام الله جراء تعرضهما للاختناق من مدفأة غاز بمنزلهما.

كما توفي زوجان فلسطينيان بقرية جديدة المكر بالداخل الفلسطيني المحتل، جراء استنشاق الغازات السامة المنبعثة من كانون الفحم الذي أشعلاه للتدفئة.

وفي حوادث مشابهة، لم تسجل وفيات أو إصابات، لكنها خلف خسائر مادية فادحة، كما حصل بحريق منزل بقرية دير أبو ضعيف شرق جنين وفي بيت أولا غرب الخليل.

جهل وإهمال

ورغم ما يصدر عن الخبراء وأجهزة الدفاع المدني من نصائح وإرشادات قبل كل منخفض جوي، يتكرر وقوع الحوادث المميتة والتي تنتج عن أخطاء مردّها الجهل أو الإهمال.

وبين مدير العلاقات العامة والإعلام في الدفاع المدني بالضفة المقدم نائل العزة أن الإهمال والحرص الزائد على التدفئة يؤدي لحوادث مأساوية، غالبية ضحاياها من الأطفال وكبار السن وذوي الإعاقة.

ويوضح أن المدافئ ووسائل التسخين تتسبب بنوعين من المخاطر.

والنوع الأول هو الحرائق الناتجة عن وضع المدفأة بالقرب من الأثاث وبقائها مشتعلة طوال الليل، أما النوع الثاني فيكون نتيجة استنشاق الدخان والغازات السامة وأخطرها أول أكسيد الكربون.

وتكمن خطورة غاز أول أكسيد الكربون بكونه عديم الرائحة واللون، ومن يستنشقه يصاب بالإغماء والتسمم وتنخفض نسبة الأكسجين بالدم.

وينتج غاز أول أكسيد الكربون عن تشغيل المدافئ أو سخانات المياه التي تعمل بالغاز في الأماكن المحصورة وبدون تهوية، إذ يؤدي نقص الأكسجين إلى عملية احتراق غير مكتملة لغاز التدفئة.

كما ينتج أول أكسيد الكربون عن مدافئ الفحم، إذ يعتبر الفحم مادة غير محترقة بالكامل، وعند إشعالها فإنها تصدر غاز أول أكسيد الكربون.

وإذا كان سكان البيت نائمين، فإنهم يستنشقون هذا الغاز الذي قد يؤدي إلى الوفاة إذا لم يتم إسعافهم في الوقت المناسب.

ويشير إلى أن أكثر وسائل التدفئة أماناً هي تلك التي تعمل بالكهرباء، إذ توفر درجة أمان عالية، ويعود ذلك إلى أن الحرارة فيها لا تنتج عن عملية احتراق.

لكن خطورتها تنبع من احتمال وقوع تماس كهربائي ناتج إما عن الحمل الزائد أو استخدام وسائل تدفئة وتوصيلات رديئة.

نصائح وإرشادات

وتجنبا لخطر الحرائق والاختناق، يؤكد خبراء الدفاع المدني على ضرورة إطفاء كل وسائل التدفئة، وكذلك كل الأجهزة الكهربائية غير الضرورية قبل النوم.

كما يوصون بتهوية الغرفة باستمرار وقبل الخلود للنوم، لتجديد الهواء والتخلص من الغازات السامة.

وينبغي التأكد من سلامة تمديدات الغاز والكهرباء باستمرار وعمل الصيانة اللازمة لها.

كما ينصح باستخدام وسائل إنارة آمنة وتجنب استخدام الشموع في حال انقطاع التيار الكهربائي، وإذا كان ولا بد من استخدام شمعة فيجب وضعها داخل إناء زجاجي.

ويجب الانتباه للأطفال ومنعهم من العبث بمسببات الحرائق والمواد القابلة للاشتعال.

ويبين العزة أن الأولوية عند وقوع حريق بالمنزل هو الاتصال بالدفاع المدني لطلب النجدة، ثم المسارعة لإخلاء المنزل من السكان، ومن ثم محاولة إخماد الحريق دون المغامرة بتعريض النفس للخطر.

شاهد أيضاً

الاحتلال يعتقل شابا من قلقيلية

شفا – اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، شابا من مدينة قلقيلية. وأفاد شهود عيان، …