شفا – أعلن الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، وناتيا تورنافا، وزيرة الاقتصاد والتنمية المستدامة في جورجيا، عن إطلاق محادثات رسمية بين دولة الإمارات وجمهورية جورجيا، بهدف التوصل إلى اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة بما يحفز النمو الاقتصادي في الدولتين ويتوج العلاقات العميقة والمتنامية بينهما.
وكانت التجارة الخارجية غير النفطية لدولة الإمارات مع جورجيا قد شهدت نمواً متزايداً، إذ تجاوزت 165 مليون دولار خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2021، بزيادة قدرها 33% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. وكونها بوابة استراتيجية للأسواق العالمية، تشكل دولة الإمارات أكثر من 60% من إجمالي حجم تجارة جورجيا مع الدول العربية، وأكثر من 40% من حجم تجارتها مع دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. كما تعد دولة الإمارات أهم مصدر للاستثمارات الأجنبية المباشرة من الدول العربية إلى جورجيا، وسادس أكبر مصدر لتلك الاستثمارات عالمياً.
وعقب إطلاق المفاوضات، قام الوزيران في اللقاء الذي جمعهما في مقر «إكسبو 2020 دبي»، بتوقيع مذكرة تفاهم للتعاون الاقتصادي، تستهدف توسيع التعاون في مجالات مثل: النقل والخدمات اللوجستية والضيافة والعقارات والشركات الصغيرة والمتوسطة والصناعة والتعدين والأمن الغذائي والزراعة والسياحة والعلوم والتكنولوجيا والاتصالات والابتكار والتمويل والصيرفة والبنية التحتية والتشييد والبيئة.
شراكة اقتصادية شاملة
وقال الدكتور ثاني الزيودي: «تتمتع دولة الإمارات وجورجيا بعلاقات دبلوماسية واقتصادية قوية شهدت تطوراً مستمراً خلال الأعوام السابقة، ما يساعد على تعزيز الشراكة الاقتصادية بين الدولتين في المستقبل. والبلدان شريكان تجاريان مهمان حالياً، ومع استمرار الجهود العالمية للتغلب على التحديات الاقتصادية الناجمة عن جائحة «كوفيد-19»، يجب أن نتطلع إلى المستقبل عبر تطوير علاقات تجارية واستثمارية أقوى بين دول العالم. وتشكل جهودنا اليوم خطوة مهمة ضمن خطط الدولة للخمسين عاماً المقبلة، وتندرج في إطار برنامج الاتفاقيات الاقتصادية العالمية الذي أطلقته حكومة دولة الإمارات ضمن مشاريع الخمسين، ونتطلع من خلال هذه المحادثات إلى إبرام اتفاقيات تجارية واستثمارية جديدة مع جمهورية جورجيا الصديقة، كما نتطلع قدماً إلى اختتام المحادثات بنجاح في أسرع وقت ممكن».
وأضاف: «نسعى إلى تكوين علاقات تجارية واستثمارية مزدهرة بين البلدين، تشمل قطاعات عديدة مثل الزراعة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي والسياحة، والنقل، والطاقة، وغيرها. وبدء المحادثات بين الإمارات وجورجيا للوصول إلى اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة، يعكس رغبتنا المشتركة بالتعاون لتعزيز قدرات القطاع الخاص والترويج للشركات الناشئة ورواد الأعمال، وتحسين النفاذ إلى السوق، وزيادة حجم التجارة الثنائية بشكل مستدام. وهذا يعكس التزاماً مشتركاً بالاستفادة من فرص التعاون بما يحقق المصالح المشتركة، ويعود بالنفع على مجتمع الأعمال في البلدين».
رفع سقف الطموح
وأكدت ناتيا تورنافا، وزيرة الاقتصاد والتنمية المستدامة في جورجيا أن العلاقات الإماراتية الجورجية شهدت على مدار السنوات الماضية تطورات مهمة، بفضل التواصل المباشر والزيارات المتبادلة بين قيادتي الدولتين، وهناك رغبة وإرادة مشتركة لتتويج هذه العلاقات المتميزة باتفاقية شراكة اقتصادية شاملة بين البلدين.
وقالت إن هناك العديد من المقومات التي ترفع سقف الطموح المشترك للدولتين للمضي قدماً بعلاقاتهما الاقتصادية والتجارية والاستثمارية إلى المرحلة التالية من النمو، عبر إطلاق محادثات بناءة للتوصل إلى هذه الاتفاقية، أبرزها القدرات الكبيرة وفرص النمو المتوقعة في الدولتين الصديقتين، فدولة الإمارات توفر بيئة استثمارية جاذبة، وتعتبر مركزاً رائداً للتجارة والمال والأعمال والسياحة في الشرق الأوسط، وفي الوقت نفسه تمتلك جورجيا نفاذاً واسعاً إلى الأسواق العالمية، إلى جانب موقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي يعزز مكانتها في قلب التجارة العابرة للقارات.
وكانت دولة الإمارات قد أطلقت خلال الشهرين الماضيين محادثات للتوصل إلى اتفاقيات اقتصادية شاملة مع كل من الهند وإندونيسيا وإسرائيل. وتأتي هذه الجهود في إطار تنفيذ رؤية استشرافية للمستقبل، تستهدف مضاعفة الاقتصاد الإماراتي، ليصل إلى 3 تريليونات درهم بحلول عام 2030، بالإضافة إلى تنفيذ برنامج اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة الذي جرى إطلاقه في سبتمبر الماضي ضمن «مشاريع الخمسين» التي ستقود دولة الإمارات إلى المرحلة التالية من النمو والازدهار خلال الخمسين عاماً المقبلة.
«مصدر» توقع اتفاقية لتطوير محطة طاقة شمسية
أعلنت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، أمس الخميس عن توقيع اتفاقية مع صندوق تنمية الطاقة الجورجي لتطوير محطة طاقة شمسية كهروضوئية على مستوى المرافق الخدمية في البلاد، بقدرة إنتاجية تبلغ 100 ميجاواط. وسيتم تطوير هذه المحطة بالتعاون مع الصندوق، حيث ستكون الأكبر من نوعها في جورجيا.
وبحضور الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية؛ وناتيا تورنافا، وزيرة الاقتصاد والتنمية المستدامة في جمهورية جورجيا، قام كل من محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة «مصدر»، وجيورجي شيكوفاني، الرئيس التنفيذي لصندوق تنمية الطاقة الجورجي، بتوقيع اتفاقية تطوير المحطة ضمن مراسم أقيمت في جناح القيادة بمعرض «إكسبو 2020 دبي».
وقال جيورجي شيكوفاني: «تماشياً مع استراتيجية الحكومة، تواصل جورجيا مساعيها الرائدة للاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة. وتعكس هذه الاتفاقية، التي تهدف إلى تطوير مشروع للطاقة الشمسية بالتعاون مع إحدى الشركات العالمية الرائدة في مجال الطاقة المتجددة، هذه الأهداف والغايات التي تشكل أولوية في سياسات الطاقة الحكومية. وسيساهم تطوير مشاريع مماثلة في تعزيز أمن الطاقة في جورجيا، فضلاً عن تنويع مصادر الطاقة وزيادة حصة الطاقة المتجددة ضمن مزيج الطاقة المولّدة».
وأكد محمد جميل الرمحي، أن هذه الاتفاقية المهمة ستساهم في دعم المساعي الرامية إلى تنويع مصادر الطاقة في جورجيا، وسيكون لها أثر إيجابي في جهود العمل المناخي. وأشار الرمحي إلى أن «مصدر»، وبصفتها شركة عالمية رائدة في مجال الطاقة المتجددة لديها مشاريع في حوالي 40 دولة، تتطلع إلى التعاون مع صندوق تنمية الطاقة الجورجي وحكومة جورجيا من أجل استكشاف المزيد من الفرص في مجال الطاقة المتجددة وتسخير خبرتها للمساهمة في تعزيز النمو الاقتصادي في البلاد. وستعمل «مصدر» بالشراكة مع صندوق تنمية الطاقة الجورجي على تطوير المشروع، الذي يتم تنفيذه في إطار اتفاقية أوسع تم توقيعها هذا العام مع صندوق تنمية الطاقة الجورجي، وتهدف إلى تطوير مشاريع طاقة متجددة في منطقة أوراسيا.