«إكسبو».. ثراء الحياة والسعادة ، بقلم : فاطمة المزروعي
من اللافت في إكسبو 2020 دبي التنوع الشامل في مختلف الوجهات والفعاليات والعروض التي تتم، هذا التنوع والألوان المتعددة تعطيك الصورة الكاملة عن تطور البشرية، فضلاً عن هذا توضح لك أن كل هذه الألوان والاهتمامات المتباينة هي خير، وفيها إثراء وتعد كنزاً إنسانياً بكل ما تعني الكلمة. هناك فئة قد يعتريها البعض من ملامح التذمر لأنها ترى كل هذا التنوع وكل هذا الاختلاف، وقد تعتبره غير إيجابي أو يشتت ويفرق، والحقيقة مختلفة تماماً عن هذا، حيث يجب أن نفهم بأن لهذا الاختلاف فائدته التي لا تقدر بثمن ومعناه العميق في عمر البشرية ومسيرتها، إكسبو يقدم لنا هذا الدرس على طبق من ذهب، لأنه يضم بين جنباته الواسعة الكثير من الأمم والدول والمجتمعات، وجميعها حضرت وهي تحمل تجربتها ومسيرتها وإرثها وثقافاتها وعاداتها، والتي هي بكل تأكيد تختلف عن المكون البشري الآخر، وهكذا كلما تعمقت ودخلت في جنبات إكسبو تكتشف ملامح من كل هذه التباينات والتنوع الذي قد تحسبه للوهلة الأولى بأنه يضعف تقدم البشرية، لكن الحقيقة أن بسبب كل هذا التنوع في الاهتمامات والسعي المتباين حدثت المعجزات وتطورت الاخترعات وتزايدت المنتجات التي دفعت بالبشرية نحو التطور والرقي والحضارة.
اعتبر إكسبو، فرصة عظيمة لفهم البشرية نفسها، وليعرف الإنسان أن الاختلاف والتنوع كانا دافعاً ووقوداً نحو الانطلاق والرقي وسعادة الإنسان، ولم يكونا مصدراً للتخلف أو التراجع، بل إن الحروب والتقاتل منذ القدم كانت تقوم على مبدأ عدم الاعتراف بهذا التنوع، ورفض فكرة وجود اختلافات بين الناس، لذا ظهر سوء الفهم وتزايد وكان مبرراً وسبباً للحروب. البشرية وهي تدخل حقبة جديدة من التطور والحضارة، بدأت في فهم نفسها، وفهم أن التباينات والاهتمامات المتنوعة والمختلفة تنمي الرفاه وتقوي حضورها، وهي توجد الابتكار وتساعد على التطور، وكما نرى اليوم فإن إكسبو يقوم بهذا الدور العالمي العظيم، دور التوعية وزيادة المعرفة البشرية، بأن الاختلاف مصدر قوة وأنه تنوع ثري للحياة والسعادة.