شفا – تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي وبتنظيم من وزارة الثقافة والشباب، انطلقت اليوم (الإثنين) فعاليات النسخة الثانية من فعاليات مهرجان البُردة تحت شعار “مساحات للعبور.. عوالم للاكتشاف” والتي تستمر لمدة يومين في مركز دبي للمعارض بإكسبو 2020 دبي.
وشهدت فعاليات اليوم الأول للمهرجان زخماً ثقافياً يعكس حالةً من الحراك البنّاء، وتفاعلاً على أعلى المستويات، وحضوراً بارزاً لنخبة من المفكرين والأدباء وصنّاع القرار، الذين اجتمعوا على أرض دولة الإمارات، للاحتفاء بالفنون الإسلامية، التي تحتضن الإمارات أكبر منصة ثقافية لها والمتمثلة في “جائزة ومهرجان البردة”، وهي تعكس رسالة الإمارات السامية في المواءمة بين الأصالة والمعاصرة، وتؤكد مبادئها القائمة على التسامح والتعايش، حيث إنها تعد واحة تجمع الناس من كل المشارب، ونقطة تلتقي عندها الحضارات والثقافات.
وبهذه المناسبة، قالت معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب: “يأتي تنظيم النسخة الثانية من مهرجان البُردة خلال اليوبيل الذهبي لدولة الإمارات ليكون احتفالاً بالإبداع الإسلامي بجميع مظاهره، ومنصةً للمبدعين من جميع أنحاء العالم.. تتيح لهم الارتقاءَ بالفنون الإسلامية والمضي بها إلى آفاق جديدة من التميُّز والإبداع”.
وأضافت معاليها: “هذه النسخة من المهرجان اخترنا أن تكون تحت شعار: “مساحات للعبور.. عوالم للاكتشاف”، لما يعكسه هذا الشعار من تعددية وسردية نسعى لأن نسلّطَ عليها الضوءَ من خلال “البردة”، ونحن ندعو جمهورَ البردة وضيوفَنا للعبور إلى مناطق جديدة لم تستكشف بعد، وللخوض في نقاش فكري نقدي يواجه المألوفَ ويساعد على إعادة النظر فيما هو سائد من تصورات، ويحرك فينا مشاعر الفضول للتعرف على ما نجهل، وهذا مجتمِعاً، ما سيساهم بشكل مباشر في تحقيق التغيير والتحول نحو الأفضل”.
وتابعت: “مع احتفالنا بالذكرى الخمسين لتأسيس الدولة، تلتزم دولة الإمارات أكثر من أي وقت مضى بتعزيز دور الفنون والثقافة في الحوار العالمي لتعزيز التسامح، وهذا العام نستكشف المساحاتِ التي تكمن في الفنون، والثقافة الإسلامية من خلال مهرجان البُردة، لكي نجعل هذا النوع من الفنون جزءاً من حاضرنا ومستقبلنا، ونقله والتعريف به في مختلف دول العالم، حيث إن الثقافة تولّد التسامح، وتعزز التفاهم والتعايش، وبفضل الفنون والثقافة الإسلامية، يمكننا إعادة تصميم مستقبلنا وإعادة كتابته، ومن أجل خلق مستقبل خالٍ من التطرف، يجب علينا تعزيزُ الحلول والتعاون في المستقبل”.
وأكدت معاليها أن فنونَ الثقافة الإسلامية كانت ولا تزال وسيلةً قويةً لمحاربة الأيديولوجيات المتطرفة، ولربط الانضباط والأجيال والمعتقدات بهدف نهائي، وهو إثراء تجربتنا البشرية، حيث إنها تعني أشياءَ مختلفةً لأناس مختلفين، وهي تتنوع بين التصميم والشعر والأدب والطعام والتكنولوجيا والأزياء، والموسيقى، والإعلان، والسياحة، والأفلام، والتراث، والاقتصاد الإبداعي، والهوية، ما سينعكس على غنى وتنوع وعمق الحوارات في برنامجنا طوالَ اليومين المقبلين.. ونقاشات تأخذنا إلى عوالم أدبية تكشف لنا أن فنون الثقافة الإسلامية جزءٌ من حياتنا اليومية، ويمكن استخدامُها أداةً لإنشاء روابط جديدة.
وتوجه معالي حامد بن محمد الفايز نائب وزير الثقافة السعودي بالشكر إلى دولة الإمارات على تسمية المملكة العربية السعودية ضيف شرف لمهرجان البُردة الذي يحتفي بالفنون والثقافة الإسلامية، ويعزز من حضورها في الممارسات والتجارب الحديثة؛ ويحفز على استثمار إمكاناتها على قيمة الجمال والسلام والتواصل العالمي، مشيراً إلى أن ما تصبو إليه هذه المبادرات وغيرها مثل مهرجان البُردة هو ما يلهم على طرح الاسئلة الفكرية التي تُشكل تكوين التصورات حول الفنون الإسلامية واستقبالها في العالم المعاصر.
وأضاف معاليه أن المملكة العربية السعودية نجحت حديثاً، وبالتعاون مع 15 دولة عربية في إدراج الخط العربي ضمن قائمة اليونسكو في التراث غير المادي، ما يرسخ منزلته كأيقونة ثقافية عربية عالمية، ويؤكد قيمة الكلمة والفكرة والفن وفي التواصل الحضاري بين الأمم والشعوب، مشيراً إلى أن الخط العربي يعزز من أهمية الاستمرارية الثقافية لأشكال وممارسات التعبير الفريدة داخل الثقافة الواحدة، ويؤكد الطابع العالمي للفنون الإسلامية، وحرصت المملكة ضمن مبادرة العام الخط العربي التي امتدت عامين اثنين على إبراز هذه القيم في هذا الفن العريق.
ويتضمن المهرجان هذا العام حلقات نقاشية وورش عمل وجلسات حوارية، كما سيتاح للحضور فرصة التعرف على أشكال الفن الإسلامي والاستمتاع بالعروض المستوحاة من الثقافات المختلفة في العالم الإسلامي، ويتضمن المهرجان أيضاً 15 معرضاً للأعمال الفنية الإسلامية، إضافة إلى 10 عروض مباشرة من مختلف أنحاء العالم بما في ذلك الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا.
كما يتضمن المهرجان الذي تنظمه وزارة الثقافة والشباب بالشراكة مع 29 شريكاً استراتيجياً، جلسات حوارية تستضيف قادة فكر عالميين في مجال الفنون والثقافة الإسلامية، وتناقش مواضيع جوهرية وتقدم رؤى جديدة حول أحدث التوجهات والأفكار التي ترسم ملامح المستقبل، و”مجلس الأفكار” الذي يتضمن حوارات ونقاشات في الموضوعات الرئيسة التي تتقاطع فيها التقاليد، والتراث الثقافي، والتكنولوجيا المتطورة، وريادة الأعمال، والفنون والثقافة الإسلامية الأصيلة.
وتقام ضمن المهرجان عروض أدائية وأخرى لأفلام مستوحاة من العالم الإسلامي، تحكي قصصاً مُلهمة ومُتجذرة في تاريخ المنطقة، وتستهدف جماهير من مختلف الاهتمامات والفئات العمرية بمن في ذلك الأطفال، وتتضمن مجموعة من الرسوم المتحركة، والأفلام الوثائقية، والأفلام الروائية الطويلة، إضافة إلى أن المهرجان يحتفي بالزخرفة الإسلامية، والخط العربي، والشعر النبطي أو الفصيح، وفنون التصميم.
يُشار إلى أن وزارة الثقافة والشباب أعلنت عن أسماء الفائزين في الدورة السادسة عشرة من جائزة البُردة في أمسية فنية احتفت بالفنون الإسلامية بمركز دبي للمعارض في إكسبو 2020 دبي، إذ تتألف الجائزة من ست فئات مختلفة؛ وهي الشعر الكلاسيكي والشعر النبطي والخط التقليدي والخط الحديث والزخرفة والتصميم التيبوغرافي.