دبلوماسية الإمارات الاقتصادية.. نجاح في مواجهة العزلة ، بقلم : ماريا معلوف
انتهجت الإمارات سياسة خارجية قوامها تعزيز مكانتها إقليمياً ودولياً وبالتوازي اعتمدت الدبلوماسية الاقتصادية من أجل خلق اقتصاد متنوع، حيث تلعب وزارة الخارجية والتعاون الدولي دوراً مهماً من خلال تعزيز مكانة الإمارات كلاعب رئيسي على الساحة العالمية، وتشكل هذه الجهود جوهر الدبلوماسية الاقتصادية للإمارات التي تدعم في نهاية المطاف موقع وريادة الدولة واقتصادها وذلك في إطار «رؤية 2021» و«رؤية الإمارات لعام 2071».
ويمكن القول إنه في هذا السياق أتت زيارة وزير الخارجية سمو الشيخ عبدالله بن زايد إلى دمشق، بعد عشر سنوات من الحرب السورية، ذلك أن أبوظبي ونتيجة امتلاكها للرؤية الاستباقية والاستشرافية كانت أول دولة عربية تعيد الدفء إلى العلاقات الثنائية، وبالتالي إنهاء اغتراب سوريا عن الحضن العربي، وبمعنى آخر فقد قرأت أبوظبي أن الطريقة الأنجع هي الدبلوماسية الاقتصادية تمهيداً لكسر عزلة سوريا.
وزيارة سمو الشيخ عبدالله بن زايد، أتت بعد اتصال هاتفي بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، والرئيس السوري بشار الأسد، وتم التأكيد خلال ذلك الاتصال على العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وتطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، وبالتالي فقد جاءت الزيارة من أجل تكثيف الجهود لاستكشاف آفاق جديدة لهذا التعاون، وسط إشادة سورية بالمواقف الموضوعية والصائبة التي تتخذها الإمارات.
وقد تكون الإمارات أكثر الدول العربية استعداداً لبحث عودة سوريا إلى الجامعة العربية وبحث العلاقات السورية العربية، من أجل تعزيز الأمن القومي العربي، وكما أن الدافع الأكبر للخطوة الإمارتية هو الجانب الإنساني، كما أن المبادرة قد تمهد الطريق لباقي الدول العربية للتواصل من جديد، وبناء علاقات مباشرة مع سوريا.
وفي هذا السياق، وقعت وزارة الكهرباء السورية وتجمع شركات إماراتية اتفاقية تعاون لإنشاء محطة (توليد كهرضوئية) تصل قوتها إلى 300 ميغاواط، وستقام في منطقة وديان الربيع بالقرب من محطة توليد تشرين في ريف دمشق… وستكون مدة تنفيذ المشروع 24 شهراً تبدأ اعتباراً من تاريخ أمر المباشرة.