شفا – أشار موقع معارض سوري إلى أن سر زيارة قيادي حماس محمود الزهار إلى إيران هو انقسام حركة حماس إلى “حماسين” الأولى هي “مجموعة غزة” برئاسة محمود الزهار و”مجموعة الخارج” برئاسة خالد مشعل وموسى أبو مرزوق.
وطبقا لما أفادت به أوساط فلسطينية مطلعة في دمشق للموقع المذكور فإن الزيارة التي يقوم بها محمود الزهار إلى طهران منذ بضعة أيام “تندرج في إطار توضيح موقف حماس / الداخل من تصرفات حماس/ الخارج على الساحة السورية”.
وكان الزهار قام قبل ذلك بزيارة إلى لبنان اجتمع خلالها مع قيادات في حزب الله جرى خلالها التطرق إلى قضية”خلية حماس”. وطبقا لهذه الأوساط، فإن الزهار أبلغ المعنيين في حزب الله وطهران بأن “حماس” الآن أصبحت في واقع الحال”حماسين”، واحدة مرتبطة بالمقاومة التي تشكل همها الأول والأخير “ونمثلها نحن في غزة”، وأخرى في الخارج مرتبطة بالتنظيم العالمي للأخوان المسلمين وبالرئيس المصري محمد مرسي والحكومة القطرية، ويمثلها خالد مشعل وموسى أبو مرزوق.
وهذه الـ”حماس” معنية بأسعار الغاز والنفط والعقارات في البورصات العالمية وبورصة عمّان أكثر أي شيء آخر. وأضاف الموقع أن مسؤول”حماس” الذي اغتيل قبل شهرين كان يدير عمليات”إرهابية” في سوريا، حيث ضبطت الأجهزة الأمنية بحوزته وحوزة آخرين جرى اعتقالهم لاحقا أكثر من 25 مليون دولار خصصتها قطر لتمويل عمليات عسكرية وشراء السلاح للمعارضة. ويشير الموقع أنه حصل على معلومات موثقة جيدا تفيد بأن المسؤول الأمني لـ”حماس” في دمشق كمال حسني غناجة، الذي عرف باسمه الحركي ” نزار أبو مجاهد”، والذي اغتيل في دمشق في شهر حزيران / يونيو الماضي، كان يدير عمليات إرهابية على الأراضي السورية بتمويل قطري.
وكان غناجة عثر عليه مقتولا في منزله في ضاحية”قدسيا”شمال غرب دمشق في 28 من الشهر المذكور، حيث وجهت أصابع الاتهام إلى”الموساد” بالمسؤولية عن اغتياله. وأشير في حينه إلى أن”غناجة” خلف محمود المبحوح، الذي اغتاله “الموساد” في دبي مطلع العام 2010، في مهمته كمسؤول عن توريد السلاح إلى المقاومة الإسلامية في قطاع غزة من سوريا وإيران وحزب الله.
وبحسب ما أكدته مصادر مطلعة على ملف التحقيق لـ”الحقيقة”، فإن التوسع في التحقيق الذي أجرته الأجهزة الأمنية السورية قاد إلى التثبت من تورط “غناجة” في عمليات إرهابية نفذتها جماعات مسلحة، سورية وغير سورية، ضد مؤسسات وأشخاص سوريين وفلسطينيين على علاقة وثيقة بالنظام السوري، بما في ذلك “جيش التحرير الفلسطيني”، الذي نهبت مستودعات سلاحه في ضواحي دمشق على أيدي جماعات مسلحة يشرف عليها”غناجة” شخصيا. وقال مصدر آخر” بات من الثابت الآن أن غناجة وفر بنية تحتية للجماعات الإسلامية المسلحة في ضواحي دمشق، وتحديدا تلك المرتبطة بجماعة الأخوان المسلمين”، مشيرا في هذا السياق إلى”مخابىء، ومستودعات سلاح، وسيارات دفع رباعي، ومدافع دوشكا ووسائل اتصال..إلخ”.
وقال المصدر إن المفاجأة الكبرى كانت عثور الأجهزة الأمنية على مبالغ مالية طائلة في منزل “غناجة”، وفي حوزة عدد من المرتبطين به، تفوق الـ25 مليون دولار، وهي محولة من الحكومة القطرية لدعم الجماعات المسلحة في دمشق؛ مشيرا إلى أن معظم هؤلاء من عناصر حركة”حماس” في سوريا وقد جرى اعتقالهم جميعا، حيث أدلوا باعترافات خطيرة حول ما كانوا يقومون به تحت إشرافه. وطبقا للمصدر، فإن التوسع في التحقيق أفضى إلى أن “غناجة” ـ وبحكم علاقته القوية مع مسؤولين أمنيين سوريين فرضتها طبيعة عمله ـ كان يحظى بـ”مفاتيح وتسهيلات أمنية” من أجهزة النظام السوري، وقد عمد إلى وضعها في خدمة الجماعات السورية المسلحة على المستوى المعلوماتي واللوجستي، ما مكّن هذه الأخيرة من تنفيذ عمليات اغتيال لضباط سوريين كبار في الجيش والمخابرات و”جيش التحرير الفلسطيني”، والقيام بعمليات سطو مسلح على مستودعات أسلحة وتفجير عدد من المراكز الأمنية والعسكرية الحساسة داخل دمشق وخارجها.
كما أنه وظف التسهيلات الأمنية التي كان يحظى بها من السلطات السورية لصالح المعارضة السورية المسلحة على صعيد تحركها وتنقلها من وإلى لبنان. وكان لافتا أن أول من عثر على جثته في منزله وأعلن عن اكتشافها نشطاء معارضون سوريون على علاقة بـ”لجان التنسيق المحلية” وما يسمى” مجلس قيادة الثورة”. ما يؤكد أن الجهتين كانتا على علاقة به بهذا الشكل أو ذاك. وقد اتهمت الجهتان النظام السوري بالوقوف وراء تصفيته، بخلاف عدد من قادة”حماس”(مثل عزت الرشق) الذين اتهموا “الموساد”.
لكن جهات إسرائيلية رسمية اعتبرته”قليل الأهمية، وأصغر من أن يغتاله الموساد”. أما وزير الدفاع إيهود باراك فاعتبر أن هناك جهات أخرى في العالم غير إسرائيل لها مصلحة في قتلة، في إشارة إلى النظام السوري.
تحقيقات الأجهزة الأمنية السورية، وما توصلت إليه بشأن”خلية غناجة”، كما باتت تسمى في أروقتها، جرى إبلاغها إلى حركة”حماس” في الداخل والخارج، عبر إيران و حزب الله، وهو ما جعل الزهار يزور إيران ولبنان.