أنت تستحق الثناء ، بقلم : فاطمة المزروعي
في بعض الأحيان، نحقق إنجازات حقيقية وبالغة الأهمية في حياتنا، لكننا لا نلتفت لها أو لا ننتبه لأهميتها وحيويتها، نحقق بعض النجاحات التي تستحق الثناء والتقدير، ولكن لا أحد يهتم أو يلتفت، نعتبر ما أنجزناه أمراً عادياً وعابراً.
أسوق لكم مثال أم وأب، عاشا في انسجام ونجحا في تكوين أسرة فاعلة متعلمة مثقفة، الكثير يرون بأن هذا أمر عادي، ومعظم الناس يعيشون ضمن أسر ولا جديد، لكن الحقيقة أن نجاح أي أسرة يعود بالفضل للأم والأب، خاصة إن كان أفراد هذه الأسرة في مستويات تعليمية عالية أو يعملون في وظائف مهمة، هذا يعتبر نجاحا، لماذا؟ لأننا نعرف أن هناك أسراً خلال مسيرة الحياة يحدث فيها تعثر وتعاني وتقع في مشاكل عديدة تجعل حياة أفرادها غاية في الصعوبة، وهناك أسر يحدث انفصال بين الأم والأب، لأي سبب كان، وهناك أسر يكون الاهمال عنوانها الرئيسي، فلا يوجد أي اهتمام بتربية الاطفال ولا العناية النفسية والجسدية، وإن كان السواد الأعم – ولله الحمد – هي أسر متماسكة قوية أفرادها مندمجون ومتعلمون ومثقفون ويملكون المعرفة، فهذا يعني الاشادة، والمديح بكل من هو قائم على التربية والتعليم والتوجيه والنصح والإرشاد لأطفاله.
في كثير من الأحيان نعتبر أن انجازات الحياة المهمة تقع في أمور غير واقعية، والحقيقة أن المنجزات قد تكون مهمة، ولكننا لا ننتبه لهذه الأهمية ولا لسطوتها وقوتها وتأثيرها، فكّر ملياً في يومك وواقعك الحياتي، ستجد أنك قدمت الكثير من المنجزات التي تستحق الثناء والتقدير، لكن لا أحد يبلغك بها، المهم أن تتنبه لكل جميل فعلته وتثني على نفسك وتقدر أفعالك الصحيحة الواثقة الجميلة، وكما قال الروائي العالمي الراحل نجيب محفوظ: أحياناً يكون أقوى إنجازاتك في الحياة هو أنك ما زلت بقواك العقلية، وما زلت تتعامل بأخلاق، مع أنك محاط بكمية لا تحصى من الحمقى.